AUTO مقدمة المؤلف
| AUTO مقدمة المؤلف
Page 7
الحمد لله الذي أمر في الدين بالاجتماع، ونهى عن التفرق والابتداع، فقال عز من قائل: ?واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا?[آل عمران: 103] وقال: ?ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم?[آل عمران: 105].نحمده على البأساء والضراء، والشدة والرخاء، ونشكره إذ أرسل رسله مبشرين ومنذرين؛ لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، وخصنا بأعظمهم قدرا، وأجلهم خطرا، وأرفعهم منزلة لديه، وأكثرهم حبا إليه، خاتم رسله وسيد أوليائه، محمد المجتبى من عدنان، والمرسل إلى كافة الإنس والجان، الذي بصر به من العماية، وأرشد به من الغواية، الدال على الفرقة الناجية بقوله صلى الله عليه وآله وسلم عند انتهاء أجله: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»(1) «أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهوى»(2) صلى الله عليه وآله وسلم، صلاة أبدية متصلة سرمدية، وعلى أخيه الأورع، ووصيه الأنزع، إمام البررة، وحتف الكفرة،
إمام غدا يمشي مع الحق حيث ما .... مشى، ويدور الحق حيث يدور
وعلى ولديه الإمامين الشهيدين سيدي شباب أهل الجنة أجمعين، وعلى سيدة النساء وخامسة أهل الكساء، فاطمة البتول الزهراء، وعلى آله أئمة الهدى ومصابيح الاهتداء، الذين من تمسك بهم اهتدى، ومن تركهم ضل واعتدى، وعلى أشياعهم المحققين(1) العلماء العاملين إلى يوم الدين، آمين اللهم آمين.
Page 8
أما بعد: فإنها انتهت إلينا أوراق موسومة ب(المسائل المرضية في اتفاق أهل السنة والزيدية على سنن الصلاة) للسيد الشهير محمد بن إسماعيل الأمير (1) جوابا لسائل محقق أو مجرد مخترق، فرأينا فيها ما يوجب التعقب؛لما فيها من الافتراء والتعصب على أئمة الهدى، بما لا يليق لأهل الدين والتقوى، ولم نسمع (2) لأحد بجواب عما جاء فيه من الصواب، إما جهلا أو تقية، وليس عند الله بمعذرة مرضية، ولم يكن ثم (3) عذر لمن لديه مسكة علم عند باري البرية. فلم يسعنا عند ذلك الإمساك عما رأينا من المهالك؛ لقوله تعالى: ?لتبيننه للناس ولا تكتمونه?،[آل عمران:178]، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا ظهرت البدع ولم يظهر العالم علمه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» (4).
Page 9
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»(1) .
ولم تزل تبدر من هذا المجيب بادرة في كل وقت من غريب علمه، فتلقى بالقبول عند أتباعه وأشياعه، ممن لم يكن لهم حظ في العلم، ولا تمييز في الفهم، بل إنما هم من العوام.
ولم يرد عليه أحد من أهل العلم مقالا، ولا رفع من شأنه حالا؛ لخلو هذا الزمان من العلماء الأعيان، وفرسان هذا الميدان، فلعمري لقد سكتت بغابغة الزمان.
لعمري وما عمري علي بهين .... لقد سكتت في ذا الزمان بغابغه
فكتبت هذه الورقات، وأرجو أن تكون معدودة من الحسنات، والطريق الموصلة إلى نهج المبرات، مقبولة لدى باري البريات، مع محن علم الله ترادفها، وشغل زمان كثر تضاعفها، والله ولي التوفيق، وهو حسبي ونعم الوكيل.
معنى ألفاظ: آل محمد... أهل البيت.. عترتي
قوله: إذا عرفت هذا فهذه ثلاثة ألفاظ : آل محمد.. أهل البيت.. عترتي.. تطلق على شيء واحد.... إلى قوله: ومفهوماتها متغايرة.
هذا غير مسلم إذ «آل» عند سيبويه (2) أصله أهل كما هو معروف في مظانه. وأما لفظ «عترة» فهو مأخوذ من عتيرة العنب وهو تولده كما نص عليه أهل اللغة. فتلك الألفاظ وإن تغايرت لفظا فهي حقيقة معنى، وإلا لزم أن يكون آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير عترته.
Page 10
AUTO نسب الإمام الناصر الأطروش
| AUTO نسب الإمام الناصر الأطروش
وكذا قوله في تعداد ولد الحسن السبط عليه السلام، فقال في زيد بن الحسن: ومن ذريته الناصر المعروف بالأطروش ...إلخ!. فيه أنه نسب الإمام الناصر عليه السلام إلى زيد بن الحسن، وهو ليس كذلك، إذ هو الإمام الناصر للحق الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن أمير المؤمنين، نسب كأن عليه من شمس الضحى نور، ومن فلق الإصباح عمود
AUTO الإمامان الهارونيان
| AUTO الإمامان الهارونيان
وقوله في تعداد أولاد الحسين السبط عليه السلام: ومنهم الهارونية، ومنهم الإمام المؤيد بالله وأخوه الإمام أبو طالب عليهما السلام...إلخ!. إن هذا لعجيب! فلله در المجيب إذ هو في معرفة الأنساب مما يبهر ذوي الألباب، ولكن هما: الإمام الأواه المؤيد بالله، والإمام الناطق بالحق أبو طالب، ابني الحسين بن هارون بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين. فإذا قد جهل المجيب هؤلاء فهو لما روى من العلوم أشد جهلا.
Page 11