قلت: وسائر أئمة اليمن والعراق بهذه المثابة، فمن قلل علم الهادي وحقره قلل هذا الكثير وحقر هذا الخطير، ولزم بقوله وكلامه أنه لم يكن في هذه الأمة طائفة ظاهرة (1) من أهل الحق؛ لأن هؤلاء هم الطائفة في كل زمان، وهم الذين على الحق بحمد الله في كل أوان، فهذه شهادة أقمار العترة الطاهرة، وشموس الدنيا وشفعاء الآخرة، لهذا (2) الإمام العظيم صلوات الله عليه.
وهاهنا انتهى ما أوردناه، وتقضى ما أردناه، وكمل ما سردناه من الدفع لتلك الورقات السقيمة التي هي كما قررناه لك على طريق غير مستقيمة (3)، ولا محجة قويمة، وأنها عادلة عن العدل والإنصاف، مسببة للشقاق والخلاف، ولم يصدق مصنفها في المقال، ولا تحرى فيما نقله عن أئمة(4) الآل، بل خبط (في ذلك) (5) خبط عشواء، وحسب الناس في تلقيها (6) على سواء، فسردت (7) لك أيها المسترشد ما تراه من بعض مقالات الأئمة الأطهار، وبعض متمسكاتهم عن جدهم المختار، من غير تعسف ولا تكلف، ولا خروج عن الطريق الأقوم في النقل ولا تزحلف، بل نسبت كل كلام كما وجدناه (8) إلى كتبهم، ونورده حسب ما ذكروه من صريح مذهبهم، فجاء بحمد الله شافيا وافيا ولمن تمسك (9) به من متبعي (10) مذهب أهل البيت عليهم السلام كافيا، تزهو به المدارس، ويشيد (11) به على خصمه المدارس، وتنشرح به صدور المحبين، وتضيق به قلوب المبغضين، وقد اختصرت ما استطعت، وحسبي الله وعليه توكلت، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله [الطاهرين، وغفر لنا ولوالدينا ولمشائخنا في الدين، ولجميع المؤمنين والمؤمنات أجمعين] (12).
Page 82