قال بعض العلماء (فيه) (1): فقه المنصور بالله أشبه بفقه الصحابة، فقه طري كأنه عاين الحوادث والمغازي لكثرة اطلاعه، ولقد تعجب السيد النبراس الحافظ محمد بن إبراهيم الوزير لهذا كثيرا ، ومع هذا فهو من معين يحيى مغترف، وهو القائل في جواب من سأله (2) أن ينقض وقف للهادي عليه السلام قال: (إنا لنهاب نقض قول الهادي عليه السلام كما نهاب نقض ما قامت عليه الأدلة لعظم جلاله)، رواه عنه والدنا الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد عليه السلام.
ومنهم الإمام ذي الكرامات الظاهرة المهدي لدين الله أحمد بن الحسين عليه السلام ومن في حضرته من العلماء على وقارتهم، وكتابه وقضاته جمعوا المسائل اليحيوية وألفوها.
ومنهم الإمام الداعي إلى الله يحيى بن المحسن كان يحفظ (التجريد) على مذهب يحيى غيبا.
ومنهم الإمام المنصور بالله الحسن بن بدرالدين، قال في كتابه (الأنوار) ما لفظه: (مع أن يحيى بن الحسين صلوات الله عليه جاءت الآثار بمدحه، والتصريح بإمامته، وحياة الدين على يديه، كما روي من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «في هذا النهج -وأشار بيده إلى اليمن- (يخرج) (3) في آخر الزمان (4) رجل من أهل بيتي اسمه يحيى (5) بن الحسين الهادي، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، يحيي به (6) الله الحق ويميت (به) (7) الباطل» إلى غير ذلك مما رويناه فيه أولا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث ذكرنا إمامته عليه السلام، وقوله عندنا حق (8)، وكلامه صدق، وهو أولى بالاتباع من غيره وأوثق، وقد أخبر أنه لا(9) يقول إلا ما يرويه عن أجداده حتى يتصل بعلي أمير المؤمنين، ثم بالنبي خير المرسلين، ثم بالروح الأمين، ثم برب العالمين، وهذا إسناد لا يوجد مثله في العالمين.
Page 81