وقال في كتاب (نهج الحكمة والفوائد): قال الحسين (العياني) (1) ابن القاسم عليه السلام: (من أراد أن يستفيد من خاتم النبيين ومن أمير المؤمنين فليقف على ما وضعه الهادي إلى الحق عليه السلام، وكذلك ما وضعه المرتضى لدين الله من العدل والتوحيد، والحلال والحرام، وغير ذلك من شريعة الإسلام؛ لأنهما أخذا العلم الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يلتفت إلى اختلاف المختلفين (2)، ولا يعتمد على أقوال القائلين....) إلى آخر ما ذكرهعليه السلام.
وممن اعترف بفضله من الأئمة الأعلام وتبعه في مذهبه من سادات الأنام، الإمام الكبير صاحب الرحلة والشيوخ، حجة الإسلام أحمد بن إبراهيم، أبو العباس الحسني، لقي شيوخ آل الحسن(3) وآل الحسين وفقهاء الطوائف كابن أبي حاتم وغير ذلك، ومع ذلك لم يكن إلا داعية إلى مذهب يحيى عليه السلام خادما له بعد أن بلغ من العلم أطوريه، وحاز من الأصول والفروع والحديث ما كان حريا أن يكون متبوعا لا تابعا، وله كتب مشهورة في خدمة مذهب يحيى صلوات الله عليه، منها: (شرح الأحكام) وغيره مما لا يطيقه غيره.
ومنهم الإمام المؤيد بالله حجة الإسلام وبهجة العترة الكرام، وأخوه السيد الإمام السباق (4) الناطق بالحق أبو طالب، إماما الأصول والفروع، والمعقول والمسموع، كانا من أجلاء الآل، حافظين متكلمين في كل معنى، ولهما أتباع، فأما المؤيد بالله فطائفته المؤيدية طبقة (5) واسعة وفيهم المحققون، ومع ذلك فهو وأتباعه أتباع للهادي عليه السلام، خدموا علم يحيى. وصنف المؤيد بالله (التجريد) وشرحه (الشرح) (6) الذي لا يوجد في كتب الإسلام لا (مع) (7) الموالف ولا مع المخالف مثله.
Page 79