وروى أبو محمد الروكاني أنه لما نعي إليه يحيى بن الحسينعليه السلام بكى بنحيب ونشيج، ثم قال: اليوم انهدم (1) ركن الإسلام.
وروي عن علي بن سليمان أنه قال: حضرنا إملاء الناصر الحسن بن علي عليه السلام بمصلى آمل فجرى ذكر يحيى بن الحسينعليه السلام فقال بعض أهل الري -وأكثر ظني أنه أبو عبد الله محمد بن عمر-: وكان والله فقيها، قال: فضحك الناصر عليه السلام وقال: كان ذلك من أئمة الهدى. والإمام المنصور بالله القاسم بن علي العياني القادم من الحجاز إلى اليمن له المصنفات الوسيعة، نسب إليه عبد الملك بن الأطريف(2) مخالفة يحيى عليه السلام، فبرأ نفسه كما ذلك معروف، وابنه الإمام المهدي لدين الله الحسين بن القاسم عليه السلام، فإنه حكى القاضي محمد بن الفضيل (3) أنه كان يقول في كلام الهادي: هذا قول سيدنا العالم، وتارة يقول عن أمير المؤمنين الهادي إلى الحق، وقال: وليعلم من سمع لنا قولا أنه منهما.
قلت: -يعني الهادي وابنه المرتضى عليهما السلام- وإنا لم نتكلم إن شاء الله بخلاف قوليهما، ولا ندين الله بغير دينهما، ودين من احتذى حذوهما (من ذريتهما) (4)، فمن سمع لنا كلاما فليعرضه على كلامهما فما خالف قولهما فليس لنا، وما وافق فهو منا، وليس كلما روي كان حقا ولا ما صدر كان صدقا مما يخالف علماء آل الرسول، وتحيله ثواقب العقول.
وقال عليه السلام في كتاب (الدر النظيم في تفسير القرآن العظيم) عند تفسير قوله تعالى: ?مؤمنات قانتات تائبات?[التحريم:5] ما لفظه: (وجه القنوت عندنا قنوت الصبح في الفريضة بعد الركوع) كذلك ذكره (5) الهادي إلى الحق صلوات الله عليه في هذا التفسير بعينه، وهو هادينا إلى الخيرات، وإمامنا الذي ببركته اهتدينا، ومن علمه وفضائله(6) اقتدينا، أحسن الله جزاه، ووالى من والاه، وعادى من عاداه.
Page 78