أخرج الإمام المؤيد بالله عليه السلام في (شرح التجريد) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم انصرف من صلاة جهر (1) فيها بالقراءة فقال: «هل قرأ منكم خلفي أحد؟» فقال رجل منهم: نعم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «ما لي أنازع القرآن» قال: فاتعض (2) المسلمون بذلك ولم يكونوا يقرأون، وتقدم ما أخرجه مسلم من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «وإذا قرأ فانصتوا».
وأخرج المؤيد بالله عليه السلام من حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من كان له إمام فقراءته له قراءة».
وأخرج أيضا من طريق الطحاوي عن عبد الله بن شداد مرفوعا وأخرجه أيضا الدارقطني، وأخرج مالك عن عبد الله بن عمر كان إذا سئل هل يقرأ أحد خلف الإمام؟ (3) قال: إذا صلى أحدكم خلف الإمام فحسبه قراءة الإمام، وإذا صلى وحده فليقرأ، وكان ابن عمر لا يقرأ خلف الإمام.
وأخرج سعيد بن منصوب في سننه عن محمد بن كعب قال: كانوا يتلقون (4) من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قرأ شيئا قرأوا (5) معه حتى نزلت هذه الآية: يعني (6) ?وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا?[الأعراف:204].
وأخرج المؤيد بالله عليه السلام عن جابر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «من صلى ركعة فلم (7) يقرأ فيها بأم القرآن فلم يصل إلا أن يكون وراء الإمام».
وأما ما روي من قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «فلا تقرأوا بشيء من القراءة إذا جهرت إلا بأم القرآن(8)»فإن هذه الزيادة مصادمة لصريح قوله تعالى: ?فاستمعوا له وأنصتوا? مع احتمال أن تكون إلا بمعنى الواو، وقد ذكره الجوهري في (الصحاح)، واحتج له بقول الشاعر:
وأرى لها دارا يا عذرة السند ... إن لم يدرس لها علم إلا (1) رمادا هامدا وقفت (2) ... عنه الرياح حواله سجم
Page 68