قال سويد بن غفلة: يا أبا موسى أنشدك الله أليس إنما عناك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقال: «إنها ستكون فتنة في أمتي أنت فيها يا أبا موسى نائما خير منك قاعدا، وقاعدا خير منك قائما، وقائما خير منك ماشيا» خصك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعم الناس.
وائل بن حجر:
وأما وائل بن حجر فكان ممن فارق حزب الحق، ولحق بالفئة الباغية الدعاة إلى النار، وخبره مذكور في قصة بسر بن أرطأة لعنه الله، فطالع شرح النهج، وكان (وائل) هذا(1) عينا من عيون الشيطان الرجيم اللعين، يكتب بأسرار أمير المؤمنين وأخباره إلى معاوية لعنه الله، فلم يدخل الإيمان في قلبه.
قال السيد الحافظ شيخ العترة أبو العباس أحمد بن إبراهيم الحسني عليه السلام: (وهذا من وائل فسق، وأقل ما يكون (2) أن لا تقبل روايته)، ففي بعض هذا كفاية لمن أنصف، فكيف يلزم المجيب خصمه أن يقبل هؤلاء الثلاثة الذين (3) بدون هذا يجرح إسلامهم فضلا عن عدالتهم! فافهم أيها المسترشد ما ذكرناه من أحوال هؤلاء الثلاثة، وما هم عليه من الأحوال الشنيعة، ولعل المجيب يقول: إن هذا ليس بجرح كما قد أصله له ابن الصلاح والذهبي وغيرهم ممن (4) الجرح عندهم محبة أهل البيت عليهم السلام التي يتحقق بها الإيمان، ونزههم (5) الملك الديان، مما أضافه إليهم(6) المجبرة أقماهم الله من الكفر والعصيان فقد جرحوا أكثر الأئمة الأعلام!! وذلك مبسوط في كتبهم، فمن طالعها رأى العجب العجاب، فإنهم يجرحون من خالفهم في العقيدة، أو روى حديثا في فضائل العترة مما تتفطر به صدورهم وتلهب قلوبهم، كما فعلوا في حديث أحمد بن الأزهري وغيره، ولو نقلنا بعض ذلك لاحتجنا إلى مجلدات.
Page 64