30

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

التفسير بالبيان المتصل في القرآن الكريم

Genres

ودلالة السِّياق القرآني: "بيان المعنى من خلال تتابع المفردات والجمل والتراكيب القرآنية المترابطة" (١). وقد عرّفه البعض بأنه: " ما يسبق الكلام المراد تفسيره، وما يلحقه من المعاني والألفاظ الواردة في مقطعٍ واحدٍ متصلٍ بموضوعه، مع الغرض من إيراده" (٢). ثالثا: التفسير بالبيان المتَّصل ودلالة السياق: يمكن إجمال أوجه التباين بين دلالة السِّياق والتفسير بالبيان المتَّصل في نقاط على النحو التالي: ١ - السِّياق في مجموعه أعمّ وأشمل من البيان المتَّصل، فهو يشمل السِّباق (٣) واللَّحاق (٤)، في حين أن البيان المتّصل يقتصر على ما اتَّصل من البيان اللاحق. ٢ - أن جزء السياق المسمى بـ"اللَّحاق"، وإن كان يشترك مع البيان المتَّصل في أنه لا يأتي إلا بعد ما يراد تفسيره، إلا أنه يفترق عنه في كونه قد لا يكون متصلًا به. ٣ - أن السِّياق قد يتجاوز الآية أو الآيات المتَّصلة إلى عدة آيات تتّحد معها في الموضوع والغرض، لكنها لا تتعلق بمعنى اللَّفظ علاقةً مباشرة. (٥) ٤ - التفسير بالبيان المتّصل اللّاحق للآية، قد لا يرتبط بسباقها، في حين أن السِّياق يربط لحاق الآية بسباقها.

(١) المرجع السابق (ص: ٧٢). (٢) ضوابط القطعي من تفسير القرآن الكريم (ص: ٢٧٥). (٣) السباق ما قبل الشيء، ينظر: الكليات للكفوي (ص: ٥٠٨). (٤) اللحاق: ما يقابل السباق. وقد يطلق بعض العلماء أحيانًا (السِّباق) في مقابل (السياق) كما أسلفت عند بيان استخدامات العلماء للسياق. (٥) للاستزادة، يُنظر: مفاتيح التفسير، لأحمد الخطيب (١/ ٤٧٣)، وضوابط القطعي من تفسير القرآن الكريم (٢/ ٢٦٤)، وما بعدها.

1 / 29