88

قال ابن أبي الدم: ولما انتهى ملك أبرويز وكثر جوره وظلمه وقتل جماعة كانوا في السجن، قيل: كانوا ستة وثلاثين ألفا، وكان ابنه شيرويه قباذ ب(بابل) فقصده جماعة من أكابر أهل مملكة أبيه أبرويز وولوه الملك وجاؤا به إلى (المدائن) ليلا فدخلها وقبض على أبيه أبرويز وحبسه، وأطلق من كان بقى من المحبسين، وعدل في الرعية، فقال له عظماء دولته: لن يستقيم ملكك إلا بقتل أبيك فإن قتلته أطعناك وإلا خلعناك وعدنا إلى طاعته، فأمر بقتله فقتلوه وقتلوا معه سبعة عشر ابنا له كلهم إخوة شيرويه بأمره، وكان ملك أبرويز ثمانيا وثلاثين سنة، وكان قتله في ليلة الثلاثاء عاشر جمادى الأولى سنة سبع من الهجرة.

قال ابن أبي الدم: قال العلماء: وخلف في بيت المال من الورق أربعمائة ألف بدرة سوى الكنوز والذخائر والجواهر والآت الملوك، وكان له على ماقيل اثنا عشر ألف امرأة وجارية للوطي والغناء والخدمة، وكان له ثلاثة الآف رجل يقومون بخدمته، وثمانية آلاف وخمسمائة دابة لمراكبه، واثنا عشر ألف بغل لثقله، وألف فيل إلا واحد، وقيل سبعمائة وستون فيلا، وأحصي خراجه في سنة ثماني عشرة من ملكه فكان أربعمائة ألف ألف مثقال وعشرون ألف ألف مثقال، وكتب رسول الله صلى الله عليه وآله إليه كتابا، نسخته: (من محمد رسول الله إلى كسرى عظيم فارس، سلام الله على من اتبع الهدى، وآمن بالله ورسوله، وشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وأدعوك بداعية الله عز وجل، فإني رسول الله إلى الناس كافة لأنذر من كان حيا، ويحق القول على الكافرين، فاسلم تسلم، فإن أبيت فعليك إثم المجوس).

Page 85