Al-juzʾ al-awwal
الجزء الأول
Genres
قال القاسم بن إبراهيم عليه السلام في الكافل المنير في الرد على الخوارج ما لفظه: زعمتم أنه قال: (يعني عليا عليه السلام) أغزوا إذا أغزاني، فما حجتكم على من خالفكم وأنكر ذلك، وقد جاهد أبو بكر أهل (اليمامة)، وأهل (دنا) وغيرهم وقتلهم وسباهم، وكذلك عمر من بعده، فقد غزا (فارس) و(الأهواز) وسراب، فأخبرونا عن علي عليه السلام في هذه الغزوات أكان أميرا أم غير أمير في هذه المواطن أو في غيرها، أو كان له فيها موقف، فمواقف علي لا تخفى على الأمة كما لم تخفى مواقفه في بدر، وأحد، وحنين، وقريظة، والنظير، وسلع، و(خيبر)، والخندق التي قد فهمتها الأمة، وقيلت فيها الأشعار ، وتواترت فيها الأخبار، ونقلتها الرواة من جميع الأمة مخالفها وموالفها.
قال عليه السلام: وأما قولكم أخذ إذا أعطاني فما حجتكم على من خالفكم؟.
فقال: قد كان لعلي عليه السلام في العطاء سهمان، سهم في القرابة، وسهم في الهجرة، ولسائر الخلق لأبي بكر فمن دونه [لكل](1) سهم لا غير، فإن دفع أبو بكر إليه حقا هو له فليس لأبي بكر في ذلك الحجة على علي في أخذه حقا هو له، بل الحجة لعلي، و[له](2) المنة في ذلك لأبي بكر إذ قبل(3) حقا هو له منه لئلا يبقى إصرا(4) في عنقه، وقولهم: (يعني الخوارج) أجلد بين يدية الحدود، فما حجتهم على من خالفهم؟.
فقال: لم يقل أحد من الأمة أن علي بن أبي طالب جلد بين يدي أبي بكر أحدا قط، ولا بين يدي عمر، ولا بين يدي عثمان إلا الوليد بن عقبة بن أبي معيط ابن عم عثمان وأخاه لأمه، فإنه وقع عليه حد لله عز وجل كره عثمان إنفاذه وتحاماه المهاجرون والأنصار، وكره أحد(5) أن يضربه كراهية أن يسوء عثمان بذلك، فلما أمكن أمير المؤمنين ذلك رأى أن لا يضيع حدا من حدود الله عند إمكانه فأخذ السوط فضربه.
Page 377