Al-juzʾ al-awwal
الجزء الأول
Genres
قلت: وليس ذلك بدليل على صحة إمامة عثمان، إذ الحدود يشترط فيها الإمام فإن الإمام(1) موجود، وهو علي عليه السلام، ولا تبطل إمامته عليه السلام برفضهم له لأن إمامته ثابتة بالنص.
قال القاسم عليه السلام: ولقد علمت الأمة بأجمعها أن أبا بكر، وعمر، وعثمان قد استعملوا أقاربهم وغير أقاربهم على مواضع شتى، مثل: قنفذ بن خالة أبي بكر، وخالد بن الوليد، وأبي موسى الأشعري، وأبي عبيدة بن الجراح، وأبي سفيان بن الحارث، وعمرو بن العاص، ويعلي بن منبه، وأبو سرحه بن أبي معيط، وغيرهم، ولم يستعملوا علي بن أبي طالب ولا أحدا من أهل بيته ولا استعانوا بهم في شيئ من أمورهم صغيرا ولا كبيرا، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يشركه في جميع أموره، ويناجيه في أسراره، ويعده لكل شديدة ونازلة، ويبعثه في البعوث، ويوليه تهامة وغيرها، وأحق من استن بسنة رسول الله -صلى الله عليه وعلى أهل بيته وسلم-، [واقتدا](2) بفعله من آمن بالله ورسله، لأن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا}[الأحزاب:21].
قال وفي الحديث القائم المشهور عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((أيما رجل ولي من أمور المسلمين شيئا فاستعمل عليهم رجلا وهو يعلم أن فيهم خيرا منه فقد خان الله ورسوله))، ولا خلاف بين الأمة أن علي بن أبي طالب، والعباس بن عبدالمطلب، وعبدالله وقثم والفضل بن العباس، وسلمان الفارسي، وأبا ذرالغفاري، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر، هؤلاء شيعة علي وخاصته أفضل ممن استعمله أبو بكر، وعمر فما معنى كراهيتهم لعلي وشيعته وإن كانوا قد طلبوا ذلك منهم وكرهو فما معنا كراهيتهم؟، ففي [دون](3) هذا دليل بمرض القلب، انتهى.
Page 378