فإذا كان قوله هذا اجتهادا من عنده لأن مكانة قريش برأيه عند الله أعلى من مكانة الأنصار ، فهو جرأة على تحريف كتاب الله !!
وإن كان صادقا في شهادته فلماذا تراجع بمجرد شهادة أبي وتأكيده ؟! ولماذا لم يقل لأبي إن شهادتك في مقابل شهادتي ، فلنرجع إلى شهادات الصحابة ؟!
بل كيف أمر بكتابتها في القرآن كما قال ابن كعب، ولم يطلب حتى شاهدا آخر عليها ، ألا يحتاج النص القرآني إلى شاهدين ، بل تواتر؟!
مهما يكن، فلولا موقف أبي بن كعب لارتكب عمر تغيير آية في كتاب الله تعالى بحذف واو واحدة ! لكن الله تعالى حفظ كتابه وهو القائل: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). (سورة الحجر: 9)
- -
المسألة : 87
آيات مزعومة وتحريفات نسبوها إلى أبي بن كعب !
من أساليبهم في تخفيف الجرم.. إشراك الآخرين فيه ! وهو أسلوب أكثر محبو عمر من استمعاله لتخفيف مقولاته التحريفية في القرآن ، وقد فضحتهم قراءته (فامضوا إلى ذكر الله) التي رووا بشكل قطعي أنها من مختصاته ، وأنها من أسباب اختلافه مع أبي ! لكنك تجدهم نسبوها أيضا إلى عبد الله بن الزبير ، وابن مسعود وابن عباس ، وحتى إلى أبي بن كعب !!
وكذلك الأمر في بدعة عمر للأحرف السبعة ، وحذفه سورتي المعوذتين من القرآن ، وغيرها من مقولاته التحريفية للقرآن !
ولهذا السبب صار على الباحث عندما يصل إلى تحريف قرآني ثبت عن عمر ، أن يتوقف في صحة نسبته إلى غيره ، لأنه قد يكون لغرض تخفيف الجرم عن عمر بإثبات شراكة غيره له !
آية عمر: صراط من أنعمت عليهم.. وغير الضالين ، نسبوها إلى أبي !
Page 277