274

فعمر يريد أن يجعل اختيار الله تعالى لقريش من أجل قبائلها كلها وليس من أجل أن يختار منهم بني هاشم ، واختياره لبني هاشم من أجل أن يختار منهم محمدا صلى الله عليه وآله وآله المطهرين المعصومين فقط .

يريد عمر طبقية لقريش على العالم ، وأنها شعب الله المختار ، على خطى اليهود الذين زعموا أنهم شعب الله المختار والناس خدم لهم !

وهذا التحريف يثير حفيظة كل مسلم، ويثير حفيظة الأنصار بصورة خاصة ، لأن الله جعلهم على قدم المساواة مع المهاجرين وإن ذكر اسمهم بعدهم ، وعمر يريد أن يجعلهم تابعين لهم !

ولايمكن أن نصدق أن موقف عمر كان وليد ساعته عندما سمع رجلا يقرأ الآية في الطريق ! فهذه الضربة (الفنية) للأنصار لابد أنها كانت مدروسة وحاضرة عنده ، وقد يكون هو الذي دبر رجلا ليقرأها ويقول أقرأنيها أبي بن كعب ، ليكون ذلك سببا لذهاب عمر إليه ليناقشه فيها لعله يقبل معه !! بل لابد أن الموضوع كان مطروحا مرات في دار الخلافة ، مع أبي نفسه ، وأنه أثار الأنصار فأعلنوا نفيرهم من أجلها ، كما أتذكر أني قرأت !

أما زيد بن ثابت ، الأنصاري أما واليهودي أبا ، فقد سلم لعمر (فقال زيد: أمير المؤمنين أعلم) . ولو وقف في وجهه ولم يخش سطوته لربح المعركة ، لأن كل الأنصار سيقفون إلى جانبه ، ويؤيدهم أهل البيت عليهم السلام ، ولكنه زيدا ضعيف الشخصية !

لكن أبي بن كعب رحمه الله مع أنه يخاف سطوة عمر ويداريه كثيرا ، لكنه وقف في وجهه لأنه حافظ للقرآن ، وأكبر سنا من عمر ، ومن صحابة النبي صلى الله عليه وآله المقربين ، والمسألة تمس كيان الأنصار !

وقد دافع الشوكاني عن عمر بأن المسألة اشتباه رجع عنه عمر عندما شهد له أبي ! لكن بماذا يفسر تأكيد عمر وشهادته أن الآية نزلت بدون واو؟! قال عمر: ( أشهد أن الله أنزلها هكذا. ابن شبة:2/707) !

Page 276