273

وقال السيوطي في الدر المنثور:3/269: (أخرج أبو عبيد وسنيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن حبيب الشهيد عن عمرو بن عامر الأنصاري أن عمر بن الخطاب قرأ : والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم بإحسان . فرفع الأنصار ولم يلحق الواو في الذين ! فقال له زيد بن ثابت: والذين . فقال عمر الذين ! فقال زيد أمير المؤمنين أعلم ! فقال عمر: إئتوني بأبي بن كعب ، فأتاه فسأله عن ذلك فقال أبي: والذين . فقال عمر: فنعم إذن نتابع أبيا ).

ثم قال السيوطي: وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي قال مر عمر برجل يقرأ:السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ، فأخذ عمر بيده فقال: من أقرأك هذا ؟ قال أبي بن كعب . قال: لا تفارقني حتى أذهب بك إليه ، فلما جاءه قال عمر: أنت أقرأت هذا هذه الآية هكذا ؟ قال نعم . قال وسمعتها من رسول الله (ص) ؟ قال نعم . قال: لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا ! فقال أبي: تصديق ذلك في أول سورة الجمعة: وآخرين منهم لما يلحقوا بهم . وفي سورة الحشر: والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان. وفي الأنفال: والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) .

- -

ومعنى قول عمر: (قد كنت أرى أنا رفعنا رفعة لا يبلغها أحد بعدنا)، أنه يرى أن قريشا فوق الجميع فلا يساوى بها أحد ، بينما وجود الواو في الآية يجعل الأنصار معهم على قدم المساواة ! فالحل عند عمر أن تقرأ الآية المئة من سورة التوبة: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار الذين اتبعوهم) ، فتحذف الواو وترفع كلمة الأنصار ، ليكون المعنى: أن الله رضي عن المهاجرين وعن أتباعهم الأنصار !!

Page 275