بل روى الحاكم:3/526 قصة أخرى جعل رأي الخليفة عمر حديثا قال: (دخل عبد الله بن عمر على عبد الله بن عمرو وقد سود لحيته ، فقال عبد الله بن عمر: السلام عليك أيها الشويب ! فقال له ابن عمرو: أما تعرفني يا أبا عبد الرحمن ؟ قال بلى أعرفك شيخا فأنت اليوم شاب ! إني سمعت رسول الله (ص): الصفرة خضاب المؤمن ، والحمرة خضاب المسلم ، والسواد خضاب الكافر ).
وروى النسائي:8/138: (عن ابن عباس رفعه أنه قال قوم يخضبون بهذا السواد آخر الزمان كحواصل الحمام لايريحون رائحة الجنة) . وقال النسائي: والناس في ذلك مختلفون والله تعالى أعلم ، لعل المراد الخالص ، وفيه أن الخضاب بالسواد حرام أو مكروه ، وللعلماء فيه كلام ، وقد مال بعض إلى جوازه للغزاة ليكون أهيب في عين العدو ، والله تعالى أعلم ) . ورواه أبو داود في: 2/291 ، وأحمد:1/273 ، والبيهقي :7 /311 .
وفي مجمع الزوائد:5/163: رواية موثقة عند ابن حنبل وابن معين وابن حبان عن أبي الدرداء قال قال رسول الله (ص): من خضب بالسواد سود الله وجهه يوم القيامة ) ! .
ولذا أجمع فقهاؤهم على ذم الخضاب بالسواد، وأغلبهم على أنه ذم تحريم، وقليل منهم على أنه ذم تنزيه !
وسئل ابن باز كما في فتاويه:4/58 ، طبعة مكتبة المعارف بالرياض:
س: ما مدى صحة الأحاديث التي وردت في صبغ اللحية بالسواد فقد انتشر صبغ اللحية بالسواد عند كثير ممن ينتسبون إلى العلم ؟
جواب: ( في هذا الباب أحاديث صحيحة كثيرة ، وذكر حديث حواصل الحمام ، وقال بعده : وهذا وعيد شديد ، وفي ذلك أحاديث أخرى كلها تدل على تحريم الخضاب بالسواد وعلى شرعية الخضاب بغيره ). انتهى .
Page 139