قال فخضب الرجل بالحناء ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله فلما رأى الخضاب قال: نور وإسلام ، فخضب الرجل بالسواد ، فقال النبي صلى الله عليه وآله : نور وإسلام وإيمان ، ومحبة إلى نسائكم ، ورهبة في قلوب عدوكم ).
وروى البخاري:4/216: (عن أنس بن مالك: أتي عبيد الله بن زياد برأس الحسين بن علي فجعل في طست فجعل ينكته وقال في حسنه شيئا فقال أنس: كان أشبههم برسول الله(ص) وكان مخضوبا بالوسمة) والوسمة هي السواد .
وفي وسائل الشيعة:1/403: (عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله : غيروا الشيب ولاتشبهوا باليهود ، فقال: إنما قال ذلك والدين قل ، وأما الآن وقد اتسع نطاقه وضرب بجرانه ، فامرؤ وما اختار ). انتهى.
ومعناه أن الأمر بتغيير الشيب ليس للوجوب ، بل هو لإثبات الرخصة في مورد توهم الحظر والتحريم ، كما يعتقد اليهود .
- -
وتدخلت بطون قريش في هذا التشريع كعادتها لحساسيتها من عبدالمطلب وأولاده ، وتمسكت بالخضاب الأحمر والأصفر ، فنتج عن ذلك أن ولدت أحاديث تحرم الخضاب بالسواد ، وتحرم صاحبه من الجنة والشفاعة ، وتسود وجهه يوم القيامة !!
قال ابن قدامة في المغني:1/76: (وعن الحكم بن عمر الغفاري قال: دخلت أنا وأخي رافع على أمير المؤمنين عمروأنا مخضوب بالحناء وأخي مخضوب بالصفرة، فقال عمر بن الخطاب: هذا خضاب الاسلام ، وقال لأخي رافع: هذا خضاب الإيمان. وكره الخضاب بالسواد . قيل لأبي عبد الله تكره الخضاب بالسواد ؟ قال: إي والله ) !
Page 138