وفي البخاري:4/247: قال له عمه العباس: (ما أغنيت عن عمك فوالله كان يحوطك ويغضب لك؟ قال: هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار) !! (ورواه في:7/121و203 ومسلم:1/135 وأحمد:1/206 و207 و210 و:3 /50 و55 ) .
هذه الشفاعة التي ابتكرها (العقل) القرشي لايقبلها عقل ! لأن الشفاعة إما أن يأذن بها الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله فينجو صاحبها من النار ويدخل الجنة ، وإما أن لايأذن بها فيبقى الشخص في مكانه في النار . .
أما شفاعة الضحضاح فهي أقرب إلى الشفاعة العكسية ، لأن الضحضاح كما قال السدي وهو من أتباع السلطة: (إن أهل النار إذا جزعوا من حرها استغاثوا بضحضاح في النار فإذا أتوه تلقاهم عقارب كأنهن البغال الدهم، وأفاع كأنهن البخاتي، فضربنهم) ! (الدر المنثور: 4/127)
ماذا فعلوا بوعد النبي صلى الله عليه وآله أن يصل رحم عمه أبي طالب؟
كما توجد عدة أحاديث نبوية تنص بشكل خاص على شفاعة النبي صلى الله عليه وآله لأبي طالب رضوان الله عليه . فقد روى في كنز العمال:12/152 عن عمرو بن العاص أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن لأبي طالب عندي رحما سأبلها ببلالها). (راجع أيضا:16/10 و:12/42) ومعنى بلال الرحم : صلتها حتى تروى وترضى .
لكن البخاري وجد المخرج من ذلك ! فروى عن عمرو بن العاص (وزير معاوية) أن النبي صلى الله عليه وآله قد أعلن براءته من ولاية آل أبي طالب ! وفي نفس الوقت وعدهم أن يبل رحمهم بشئ ما !
Page 125