155

Al-Taḥrīr fī sharḥ Muslim

التحرير في شرح مسلم

Editor

إبراهيم أيت باخة

Publisher

دار أسفار

Edition

الأولى

Publication Year

1442 AH

Publisher Location

الكويت

وفي حديث: (فَإِذَا لَقِيتُمُوهُم فَاقْتُلُوهُمْ) يعني: فإذا لقيتموهم فقاتلوكم فاقتلوهم، وفي رواية: (رَجُل مُخْدَجُ اليَدِ)، أي: ناقص اليد، (أَوْ مُودَنُ اليَدِ ، أَو مُتَدَّنُ اليَدِ)(١)، قال ابن الأنباري - في حديث ذي النُّدَيَّة: أنه مُودَن اليد، وروي: مَودُون اليد -: فمن رواه مُودَن اليد، ومَوْدُون اليد فهو مأخوذ من قول العرب: وَدِنْتُ الشيءَ وأَوْدَنْتُه، إذا نقصتُه وصَفَّرتُه(٢)، وقوله: (مُتَدَّنُ اليَدِ) وروي: (مَثِدُونُ اليَدِ) ومعناه صغير اليد مجتمعُها بمنزلة ثُنْدُوَّةِ الثدي(٣)، وأصله: (مُتَنَّدُ الْيَدِ) فقُلِب وقدم الدال على النون، كما قالوا: جبذ وجذب، وعاث وعثا، قوله: (لَوْلَا أَن تَبطَرُوا) الْبَطَر: الطغيان عند النعمة، وقيل: البَطَر التكبر .

وقوله: (لَيسَ قِرَاءَتُكُم إِلَى قِرَاءَتِهِم بِشَيءٍ)، أي: مع قراءتهم، أو بالإضافة إلى قراءتهم، وقوله: (مَا قُضِيَ لَهُم عَلَى لِسَانِ نَبِيِّكُم) (٤)، أي: ما حُكِم لهم بالثواب الجزيل، والأجر الكثير، (لَا تَّكَلُوا عَنِ الْعَمَلِ)(٥)، أي: لَاتَّكَلَوا على ذلك؛ مُعرضين عن العمل، يقال: رجل وَكِلٌ: إذا اتكل على غيره،

(١) قال القاضي وله: (رويناه في الأم: فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد أو مثدن اليد، كذا على الشك في هذه الحروف الثلاث لجميع الرواة، لكنه وقع عند العذري والطبري والباجي: مثدون) الإكمال ٦١٨/٣.

(٢) الغريبين في القرآن والحديث: ١٩٨٩/٦.

(٣) الثندوة والثندؤة للرجل كالندي للمرأة.

(٤) الوارد في الصحيح وغيره: (عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِم).

(٥) في رواية زيد بن وهب عند أبي داود: ٤٧٦٨: (لَنَكلوا عن العمل)، قال القرطبي والله في المفهم ١١٩/٣: (والرواية في ذلك اللفظ: لاتَّكلوا بلام ألف، وبالتاء باثنتين، من التوكّل، وقد صحّفه بعضهم فقال: لنكلوا بالنون من النكول عن العمل؛ أي: لا يعملون شيئًا؛ اكتفاء بما حصل لهم من ثواب ذلك، وهذا معنى واضح لو ساعدته الرواية).

155