Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

Abd al-Hadi al-Umari d. Unknown
104

Al-Isabah fi Dhib an al-Sahabah

الإصابة في الذب عن الصحابة ﵃ -

Genres

وقد صلى النبي ﷺ وراءه، وبكل حال، فلو تأخر عبد الرحمن عن رفاقه للحساب، ودخل حبوًا على سبيل الاستعارة، وضرب المثل، فإن منْزلته في الجنة ليست بدون منزلة علي والزبير - رضي الله عن الكل (١). قلت: والشواهد الدالة على منزله هذا الوصف - الأمومة للمؤمنين - ومناداة الصحابةرضي الله عنهم لهن بهذا الوصف الشريف: كثيرة لا تحصر، وما ذكر فيه كفاية، ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق. ١٤) وأختم هذا المبحث بالآية العظيمة التي شهد المولى ﷾ لأصحاب الشجرة بالرضا والرضوان، فقال ﷾: [لقد رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا] الفتح ١٨. يخبر الله جل وعلا عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسول الله ﷺ تحت الشجرة، ولذا سميت بيعة الرضوان؛ لرضا الله تعالى عن المؤمنين فيها. ويقال لها: بيعة أهل الشجرة، وهي شجرة كانت في الحديبية، قيل: شجرة سدرة، وقيل سمرة. قال الإمام أبو حيان: والآية دالة على رضا الله تعالى عنهم (٢). وكانت البيعة على: أن يقاتلوا قريشا ولا يفرّوا.

(١) الذهبي: سير أعلام النبلاء: ٣/ ٣٤ - ٣٥ (٢) أبو حيان: البحر المحيط: ٩/ ٤٩٢

1 / 111