ولد بسكال في كليرمون في 18 يونية سنة 1623 وانتقل به أبوه إلى باريس في سنة 1631 حيث اتصل بكثير من علماء ذلك العصر، وكان أول أستاذ لبسكال هو والده الذي عني بتربيته على قوة الفكر، وحسن الاستنباط. وقد شغف بسكال بالرياضة، وألف فيها وهو يافع. ثم مال إلى الفلسفة، ولكنه لم يعول على عقله، بل أسلم نفسه لهواجس دينية، حمل عليها بضعف صحته، واضطراره إلى حياة العزلة والانفراد.
واشتهر بسكال بكتابه «الأفكار»
وهو مجموعة آراء جمعت وطبعت بعد وفاته، وكتابه
Lettres provincials
يمثل رأيه في حياة القسيسين والرهبان.
ووجه الشبه بين الغزالي وبسكال هو أن كلا منهما ابتدأ حياته بقوة قهارة، ثم انتهت به صحته إلى الرضا بالخمول في ظلال التنسك والزهد، فقد رأيت كيف أقبل الغزالي على كل علم، وكيف درس كل النحل، وعرف بواطن جميع الفرق، ثم رأيت كيف رضي بوساوس الصوفية، وعد كل ما سوى مذهبهم ضلالا في ضلال!!
وكذلك ابتدأ باسكال بتأييد مذهب ديكارت، والتحمس لنصرة العقل، ومحاربة الوساوس القديمة. حتى لنجده يدافع عن الشهوات الكبيرة التي توجد الأعمال العظيمة، كالحب والطمع، وذلك في رسالته
Discours sur les passions de ľamour
ولكن صحة باسكال أخذت تسوء يوما بعد يوم واضطر إلى العزلة في
واختار الفلسفة الصوفية التي لخصها في محادثته مع مسيو دي سامي كما قال بول جانيه، ثم عول أخيرا على الاكتفاء بالإنجيل.
Unknown page