في أثناء إقامة الوالد العلامة عبد الله بن إبراهيم والوالد العلامة محمد بن أحمد الشامي والقاضي العلامة سعد بن محمد الشرقي ومن بمعيتهم من اليمنيين بالاستانة للمراجعة مع الباب العالي ووزراء الدولة العثمانية في شأن أمور البلاد اليمنية وما به إخماد نار الحروب فيها، كانت الفتنة الشهيرة وفتوى شيخ الإسلام للدولة العثمانية بخلع السلطان عبد الحميد بن عبد المجيد خان في شهر ربيع الثاني من هذا العام بعد أن لبث في السلطنة ثلاثا وثلاثين سنة إلا أربعة أشهر، فإن مولده في سادس عشر شعبان سنة 1258 ثمان وخمسين ومائتين وألف للهجرة. وتولى السلطنة يوم 11 شعبان سنة 1293 ثلاث وتسعين، ثم نصبوا بعده في السلطنة أخاه محمد رشاد في يوم سابع ربيع الثاني من سنة 1327 سبع وعشرين وعمره سبع وستون سنة. وقد كانت حدثت فتنة في الاستانة قبل خلع السلطان عبد الحميد قتل فيها نحو ثلاثة آلاف قتيل، لأنه بعد أن اضطر السلطان عبد الحميد إلى إصدار إرادته السنية في يوم 25 جمادى الآخرة سنة 26 ست وعشرين بإعادة العمل بالدستور العثماني الذي قد كان عطله منذ إحدى وثلاثين سنة. كان انتخاب النواب أعضاء مجلس المبعوثان ومضى المجلس في عمله، وبعد الأشهر القليلة ندم السلطان على إصدار إرادته بذلك، وقام جماعة من جواسيسه وعماله وألقوا حزبا سموه الحزب المحمدي، وأخذ الحزب يهيج الجند والعامة للمطالبة باسم الدين أن الدستور والحرية والمناقشة للسلطان فيما يأمر به ليس من الدين، فتابع هذا الحزب أكثر الجند بالاستانة والعامة وقتلوا بعض نواب المجلس والدستوريين وبعض العامة في الشوارع حتى وصل جيش الحركة على عبد الحميد من سلانيك وتم خلعه.
إحدى الكبر وكبرى العبر
تحت هذا العنوان نشر الأستاذ محمد رشيد رضا في مجلة المنار المطبوعة بالقاهرة في شهر ربيع الثاني من هذه السنة مقالة في ثلاث عشرة صفحة، مما جاء فيها ما نصه:
Page 185