وسار السيد محمد بن يوسف الكبسي والسيد محمد بن علي الشامي والشيخ علي المقداد في جموعهم عن بلاد الحيمة إلى بلاد رداع، فكانت بينهم وبين أهل قرية ملاح الرداعية ملحمة انجلت عن استيلاء الأقوام على القرية ، وساروا نحو بلاد يريم فأسروا الشيخ زيد البحم وعصابة من الأتراك معها مأمور التحصيلات نافع أفندي، وكانت بين بعض قبائل خولان وبين العجم ملحمة عظيمة في ذي شمران من حقل بلاد يريم. ثم سار الأخ السيد الكمي محمد بن علي الشامي في طائفة من قبائل خولان تغزو بيت الشيخ الكبش من مشايخ بلاد الشعر من قضاء قعطبة، فأحاطوا بداره وقاتلهم حتى قتل ولده الأكبر في سطح داره، واستولى الأقوام على الدار وما فيها إذ كان الشيخ المذكور من أعوان العجم. وسار السيد المقدام علي بن علي السراجي الحسني في طائفة من الأقوام إلى بلاد كوكبان، فكانت بينه وبين يوسف باشا والأتراك عدة من المعارك العظيمة في بلاد بني الخياط وغيرها من بلاد الطويلة والبلاد الكوكبانية. وسار الشريف الهمام عبد الله بن محمد الضمين الحسني في طائفة من الأقوام إلى بلاد همدان شمالا من صنعاء، فكانت بينه وبين يوسف باشا والأتراك ملحمة عظيمة جدا في قرية بيت الحداد ومعارك عديدة في الأحربي وغيره من همدان. وسار سيف الإسلام محمد بن المتوكل عن بلاد الحيمة إلى بلاد المحويت وما إليها، وكانت له فيها ملاحم مع الأتراك.
معارك صنعة ببلاد ذمار وعتمة ببلاد آنس
وسار القاضي الحسين بن أحمد العرشي في طائفة من قبائل بلاد خولان والحدا وساداتها فكانت بينهم وبين الأتراك في شهر ربيع الأول من هذه السنة ملاحم مدة ثمانية أيام في قرية صنعة من بلاد ذمار، ثم ساروا إلى ناحية عتمة من بلاد آنس فكانت له فيها عدة معارك.
خرير نجوم بعد جن رواجم
وقد وصف القاضي العلامة الحسين بن أحمد العرشي الحروب التي كانت بينهم وبين الأتراك في قرية صنعة بقصيدة عامرة مطلعها:
يقول لي الأصحاب كيف وجدتمو ... لظى الحرب لما أسعرت بالصيالم
فقلت لهم إني وإن كنت ذاكرا ... لفعلي لذو رأي بها غير واجم
سلوا (صنعة) الغراء ما كان عندها ... وماذا بها قد كان يوم التلازم
غداة تجر الروم نحوي جيوشها ... تجش بها ألباب أهل العزائم
وفي كل يوم عسكرا بعد عسكر ... وفي كل يوم قادما بعد قادم
إلى أن تناهى نحو ألفين جمعهم ... على أهبة فيها جميع اللوازم ونادوا بيا للطوب فانهل ودقه ... برنزا أرت حيطانها صوب هادم
Page 127