تنحى الحجار الصم عن كل منبت ... وتأتى على الدور الكبار العظائم
وخمس من الطوبات ترمى كأنها ... وقد نبحت أصوات رعد الغمائم
تصادمنا في اليوم من كل جانب ... سهام لها كم زحزحت من مصادم
ونحن وهم ما بيننا قط حائل ... سوى الرمي إن الرمي سور لحازم
نغازيهم ليلا إلى عقر بقعة ... وقد ضربوا فيها خيام التزاحم
وكم هجموا من مرة بعد مرة ... فآبوا وذاك العزم أضغاث حالم
بقتل سلوا عنه صعيد محطة ... هناك وأفواه النسور القشاعم
وزدنا على الأسبوع يوما وبيننا ... قتال إذا شبهته نار ضارم
توقد حتى ما ترى الجو أبيضا ... ولا الشمس إلا في القتام الملازم
وحتى وعت أذنا(وصاب وريمة) ... وقد سمعت أصوات ذاك التصادم
كأن سهام الليل منا ومنهم ... خرير نجوم بعد جن رواجم
فلم تر إلا حائطا طال سمكه ... يصافح أرضا حوله غير سالم
ودارا تنحت عن رباها كأنها ... هنالك ما كانت بذات العلائم
وسورا كأن القاع ناداه فانثنى ... إليه وألقى نفسه غير قائم
وكنت امرءا أهوى قتالي لمعشر ... بغوا وتعدوا وارتدوا بالمآثم
وعن أمر مولانا الإمام وكلها ... سعادته أغمدت فيهم صوارمي
بريدي إذا أرسلته صوت قائل ... هلموا لتسقوا من رحيق المآثم
جعلت متون الجو بيني وبينهم ... طريق سهام أيقظت كل نائم ولا كتب إلا نقطها في جلودهم ... ولا رسل إلا ما رفات الجماجم
Page 128