1
تختلف عن بيت الخلدان
2
اتساعا ورحابة، ثم فكروا في النمر؛ لرشاقته، وقوته، وشجاعته، وبراعته في فنون الحرب والقتال، ولكنهم عدلوا عنه لرعونته، ولقلة إلمامه بالأمور السياسية والشرعية والإدارية.
وعلم العقاب - ملك الطيور - بالخبر، فتقدم ليتولى أمر تربية ولي العهد، وابتهج ملك الغابة بهذا التوفيق الحميد؛ إذ من يمكن أن يفضل ملك الطيور في تعليم ولي عهد ملك الحيوانات؟ وهكذا صدر الأمر بإرسال ولي العهد إلى مسكن العقاب ليتهذب تهذيبا يليق بملك الغابة.
ومرت بضع سنوات، وأكمل ولي العهد تعليمه، وعاد إلى والده الملك، ودعا الملك شعبه المتعطش إلى رؤية ولي العهد المحبوب، وعندما اجتمع كل الشعب، ضم ابنه إلى صدره وقال له: يا ولي عهدي المحبوب! إني قد دنوت من القبر، وأرغب في أن أسلمك صولجان مملكتي، فقل لي أمام رعيتنا؛ كيف تنوي أن تسوس هذا الشعب الحبيب؟
وقال ولي العهد: يا أبت العظيم، إني تعلمت ما لم يتعلمه سواي من أفراد شعبنا المجتمع أمامنا هنا؛ ولذا تراني ملما بكل ما يحتاج إليه كل نوع من طيور السماء من الغذاء، فأنا أعلم من سواي بما يأكله كل جنس منها، وعدد البيضات التي يبيضها، وإن شاء الله وتبوأت العرش - بعد عمركم الطويل - فإني أنوي أن أعلم كل حيوانات الغابة، كيف يجب أن تبني أعشاشها وأوكارها ...
كما تزرع تحصد
مر الذئب مهرولا صوب القرية، يطلب النجاة من مطارديه، ولمح هرة مكنكنة على غصن شجرة، فخاطبها قائلا: دليني - بربك - على كوخ لرجل يكون أطيب أهل قريتكم قلبا، وأوفرهم كرما، وعجلي كي ألجأ إليه، وأحتمي به قبل أن تلحقني الكلاب المطاردة، التي تسمعين نباحها خلفي! - اذهب إذن إلى كوخ السيد حبيب بلبع، ولا تخف؛ لأنه مشهور بطيبة قلبه. - بلبعك هذا غاضب علي؛ لأني اختطفت حملا صغيرا من خرافه الكثيرة في الربيع الماضي. - جرب إذن دار السيد إبراهيم عبد الله؛ لأنه من أفاضل أهل القرية أجمعين! - يمكن أن يكون هذا الرجل كما تصفينه وأفضل، يا أختاه، ولكن الضرورة ألجأتني إلى سرقة جدي من غنمه منذ أسبوع، فلا أمل لي في حمايته إذن. - ما أحرج مركزك! والآن لم يبق لك من أمل إلا في الالتجاء إلى دار السيد أبي خليل، فهي ملجأ كل بائس مستغيث. - وهذا لا يمكنني الدنو منه، أو من داره؛ لأني أغريت على افتراس عجل من عجوله المسمنة منذ عهد قريب. - يا لك من أحمق تعيس! أتزرع حربا وترجو أن تحصد أمانا؟ ألم تسمع أن: «من يزرع الشوك لا يحصد به العنبا»؟ فعد أدراجك إذن، وإلى حيث ألقت رحلها أم عامر!
الخنزير الكبير
Unknown page