أما الزخارف فقد وجدت منفذة على الجص والخشب واستعمل فى تنفيذها أسلوبان، الحفر البارز والرسم، وقد استخدمت الزخرفة بالحفر على الجص فى طاقيات وحنايا المحراب والتي كانت عبارة عن زخرفة نباتية وهندسية، تتكون النباتية من أنصاف مراوح نخيلية متقابلة داخل أشكال نجمية تزين أطرافها أنصاف مراوح نخيلية أيضا كما يوجد فروع نباتية تكون أشكالا بيضاوية حصرت بداخلها مراوح نخيلية وزخارف نباتية مزدوجة تدور وتلتقي مع بعضها مكونة أشكالا دائرية زين داخلها بأوراق ثلاثية وخماسية.
وهذه الزخارف التى يزدان بها المحراب تذكرنا بما وجد فى ضريح السيدة وربما يكون الفنان أبى الفتوح قد قلد زخارف ضريح السيدة فى تزيين زخارف محراب ضريح العباس إذ أنهما يرجعان إلى فترة متقاربة وفى عصر دولة واحدة هى الصليحية لذلك جاءت الزخارف متشابهة فيما بينها وذلك من حيث كثرة استخدام المراوح النخيلية وأنصافها والأوراق الثلاثية والفروع النباتية المزدوجة والمفردة التى تفترق وتتجمع لتشكل أشكالا جديدة (شكل 13)، كما تذكرنا هذه الزخارف بالزخارف الجصية الفاطمية التى تزين طاقية المحراب العتيق بجامع الأزهر (شكل 14)
وزخارف الجزء العلوي من نهاية بلاطة المحراب فى المسجد نفسه إلا أن زخارف هذا الضريح أكثر تطورا من الزخارف السابقة(1).
Page 85