17

أدب الموعظة

أدب الموعظة

Publisher

مؤسسة الحرمين الخيرية

Edition Number

الأولى ١٤٢٤هـ

Genres

الحلم والعلم خلتا كرم ... للمرء زين إذ هما اجتمعا صنوان لا يستتم حسنهما ... إلا بجمع بذا وذاك معا كم من وضيع سما به الحلم وال ... ـعلم فحاز السناء وارتفعا ومن رفيع البنا أضاعهما ... أخمله ما أضاع فاتضعا١ ٥- التجمل والعناية بالمظهر بلا إسراف: فهذا- وإن لم يكن من الصفات التي تقوم عليها الخطابة- أمر يحسن العناية بع؛ لأنه مطمع الأنظار. والنظر يفعل بالقلب ما يفعله الكلام في السمع؛ فهو من هذه الناحية لا ينقص اعتباره عن اعتبار الصفات الأصلية؛ فيحسن بالواعظ أن يراعي ذلك، وأن يعتني بمظهره، وطيب رائحته، وما شاكل ذلك. قال ابن حجر المكي –﵀ في معرض حديث له عن الرياء: "وقد يطلق الرياء على أمر مباح، وهو طلب نحو الجاه والتوقير بغير عبادة، كأن يقصد بزينة ثيابه الثناء عليه بالنظافة والجمالة، ونحو ذلك." إلى أن قال: "وهذا مما تستمال به القلوب؛ إذا لو سقط من أعينهم لأعرضوا عنه؛ فلزمه أن يظهر لهم محاسنه؛ لئلا يزدرون؛ فيعرضوا عنه؛ لامتداد أعين عامة الخلق إلى الظواهر دون السرائر؛ فهذا قصده –ﷺ وفيه قربه أي قربة، ويجري ذلك في العلماء ونحوهم إذا قصدوا لتحسين هيئتهم."٢ فلتجمل والعناية بالمظهر- إذا- أمر حسن؛ فالله-﷿ جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده. فالتجمل والعناية بالمظهر- إذا- أمر حسن؛ فالله- ﷿ جميل يحب الجمال، ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده.

١ - الجامع لسيرة عمر بن عبد العزيز للملاء، تحقيق د/ محمد البورنو ٢/٥٩٤. ٢ - الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر المكي ١/٤٤، وانظر إحياء علوم الدين للغزالي ٣/٣٠٠، والخطابة ص ٧٤.

1 / 19