86

Adab Wa Hayat

الأدب والحياة

Genres

إن أزمة ارتفاع أسعار الكتب أزمة تنبع من اختلاف نوعية القراء، وما حدث للقراءة باعتبارها نشاطا معرفيا في بلادنا. وهذا هو مكمن الداء الذي يجب أن نركز جهودنا للقضاء عليه؛ حتى يعود للعلم احترامه والحدب عليه خالصا من الاعتبارات المادية.

نساء ورجال «الحركة النسائية»

FEMINISM

تعبير جديد نسبيا؛ إذ بدأ يدل على مناصرة مطالب المرأة وحقوقها في عام 1895م، وكان قد دخل اللغة الإنجليزية لأول مرة عام 1850م ليعني خصائص الأنوثة، وشتان بين المفهومين! وقد شاع في العشرين عاما الأخيرة - أو قل بعث من مرقده - ليحل محل التعبير القديم الذي أشاعته رائدات نصرة المرأة الأوليات، مثل ماري وولستونكروفت، زوجة الفيلسوف الإنجليزي وليام جودوين ووالدة ماري شلي (زوجة الشاعر شلي والكاتبة الروائية ومخترعة شخصية فرانكشتاين)، وهو تعبير تحرير المرأة

EMANCIPATION

والذي ظل مقصورا على السياقات السياسية في المقام الأول والاجتماعية في المقام الثاني، حتى حل محله تعبير له نفس المعنى، وإن كانت دلالته موجهة نحو العلاقة بين الرجل والمرأة - والحرية الجنسية بالتحديد - وهو تعبير

WOMEN’S Lib

وبرز للدفاع عنه والقتال في سبيله عدد من شهيرات الكاتبات من بينهن جرمين جرير (التي عادت فتنصلت من أفكارها عام 1984م)، بينما كان دعاة الحركة النسائية الجديدة قد نشطوا - رجالا ونساء - ليعيدوا النظر في وضع المرأة على جميع المستويات؛ أي في جميع السياقات، الشخصية منها والاجتماعية والاقتصادية والسياسية بطبيعة الحال.

وقد اقتضت «إعادة النظر» هذه إعادة نظر في تراث الإنسانية المكتوب، فهو مسجل من وجهة نظر الرجل فقط، وهنا لا بد من الإشارة إلى أمرين؛ الأول هو ما يقوله دعاة الحركة من أن تاريخ البشرية المدون يتضمن قدرا كبيرا من التزييف؛ لأنه يغفل الدور الحقيقي الذي لعبته المرأة في تطور المجتمعات البشرية، والثاني هو الظلم الذي حاق بالمرأة فعلا على مر التاريخ فحرمها من فرصة المساهمة بما تقدر عليه (وهي لا تقل قدرة عن الرجل) في دفع عجلة التقدم الإنساني.

ومع تكاثر الكتب التي تدعو إلى إعادة كتابة التاريخ من وجهة نظر المرأة بحيث تنصفها مثلما أنصف التاريخ الرجل، وبحيث تبين مظاهر الظلم الذي حاق بها في العصور التي سادها الرجال، تكاثرت كتب النقد الأدبي التي تركز على صورة المرأة في التراث الأدبي، وهي صورة زائفة خلقها الرجل وأشاعها وتوارثها كي ترسخ المفاهيم التي تضم قيما مشكوكا في صحتها؛ فالرقة ليست مقصورة على المرأة، بل ولا الرحمة ولا الحنان ولا العاطفة ولا «العذوبة الزائفة»، وكذلك فليست صفات الغلظة ولا القوة ولا العقلانية مقصورة على الرجل، ولكن الأدباء يتجاهلون الواقع النفسي وحقائق الحياة نفسها ليضفوا على المرأة الخصائص التي ارتبطت بها في أذهانهم ربما عن حسن نية، فيزيفون بذلك صورة الإنسان نفسه.

Unknown page