322

Mawsūʿat al-aʿmāl al-kāmila liʾl-Imām Muḥammad al-Khaḍr Ḥusayn

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

Editor

علي الرضا الحسيني

Publisher

دار النوادر

Edition

الأولى

Publication Year

1431 AH

Publisher Location

سوريا

Genres

على شدة وقعه، والمعنى: أن المقدار الذي استحقوه من العذاب لا يتفاوت بحسب الأوقات شدة وخفة؛ كما قال تعالى في الآية الأخرى: ﴿إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (٧٤) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ﴾ [الزخرف: ٧٤ - ٧٥]. والزيادة في قوله تعالى: ﴿فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا﴾ [النبأ: ٣٠] محمولة على معنى: استمرار العذاب، فهي إشارة إلى الخلود فيه، لا إلى الزيادة في شدته.
﴿وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ﴾:
الإنظار: الإمهال والتأخير، والمعنى: لا يمهلون عن العذاب كما يمهلون في الدنيا، بل يلاقيهم العذاب حال مفارقة الحياة.
﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾:
هذه الجملة معطوفة على قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا﴾. والإله: المعبود، ومعناه في الآية: المعبود بحق؛ بدليل الإخبار عنه بأنه واحد، والمعنى: وإلهكم الذي يستحق العبادة، فمن عبد شيئًا دونه، أو عبد شيئًا معه، فعبادته باطلة، والعبادة الصحيحة ما يتجه بها إلى المعبود بحق، ومن العبادات: الدعاء، فالصحيح منه ما يُقبِل به الإنسان على الإله الواحد موقنًا بأن لا نافع ولا ضار سواه، وهذا لا ينافي أن ينتفع الإنسان بشفاعة بعض المقربين عنده تعالى حيث يأذن الله له بذلك.
﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾:
أثبتت الجملة السابقة له تعالى الوحدانية، وإثباتُ الوحدانية يقتضي نفي الشريك في الإلهية، وجاءت هذه الجملة: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ﴾ مقررة لما تضمنته الجملة السابقة، فنفت عن الله الشريك صراحة، وأثبتت له مع ذلك

1 / 288