Aclam Fikr Islami
أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث
Genres
وحرر من الفتاوى ما لا يسع القلم استيعابه، وكان يصوغها على طريقة النظر المستقل، فيطبق الأصول والقواعد على الوقائع مع رعاية المصالح ومقتضيات الأحوال، ويجمع في أكثرها بين المذهبين الحنفي والمالكي.
وما برحت مجالسه بأهل العلم والأدب حافلة، وبراعته على تحرير الفتاوى عاملة، إلى أن توفي سنة 1310ه، تغمده الله برحمته ورضوانه.
محمد الخضر حسين
1293-1378ه
ولد الشيخ محمد الخضر حسين،
1
بمدينة نقطة بالقطر التونسي في 26 رجب سنة 1293ه، واشتغل بالعلم بعد أن حفظ القرآن، فقرأ بعض الكتب الابتدائية ببلده، وفي آخر سنة 1306ه رحل مع أبيه وأسرته إلى القاعدة التونسية، فدخل الكلية الزيتونية سنة 1307ه وقرأ على أشهر أساتذتها، وتخرج عليهم في العلوم الدينية واللغوية، ونبغ فيها وفي غيرها، فطلب لتولي بعض الخطط العلمية قبل إتمام دراسته، لكنه أبى وواظب على حضور دروس العلماء والأكابر، مثل: عمر بن الشيخ، والشيخ محمد النجار، وكانا يدرسان التفسير، والشيخ سالم بوحاجب، وكان يدرس صحيح البخاري.
ثم رحل إلى الشرق سنة 1317ه، ولكنه لم يبلغ طرابلس حتى اضطر إلى الرجوع بعد أن أقام بها أياما، فلازم جامع الزيتونة يفيد ويستفيد إلى سنة 1321ه، فأنشأ فيها مجلة السعادة العظمى، ولقي في سبيل بث رأيه الإصلاحي ما يلقاه كل من سلك هذا السبيل.
وفي سنة 1323ه ولي القضاء بمدينة بنزرت، والتدريس والخطابة بجامعها الكبير، ثم استقال ورجع إلى القاعدة التونسية، وتطوع للتدريس بجامع الزيتونة، ثم أحيل إليه تنظيم خزائن الكتب بالجامع المذكور، وفي سنة 1325ه اشترك في تأسيس جمعية زيتونية، وفي هذه المدة جعل من المدرسين المعينين بالجامع.
وفي سنة 1326ه جعل مدرسا بالصادقية، وكلف بالخطابة بالخلدونية.
Unknown page