وقد نجحت من خلال أمرين: أولهما: ما اشترطته أصلا من أن يكون الإمام مجتهدا، فبذلك منحت الدولة حقا شرعيا في ممارسة الاجتهاد.
ثانيهما: بأن قسمت مجال الاجتهاد على دوائر مختلفة:
1. دائرة الحقوق المتعدية: وهي تلك التي يكون الحكم فيها مؤثرا على العلاقات بين الناس مثل أحكام الزواج والتجارة. فأي حكم لصالح طرف من الأطراف هنا، يؤثر على حقوق أطراف أخرى بشكل مباشر. فلو حكم ببطلان نكاح رجل، أثر هذا تلقائيا على نكاح زوجته أيضا، وربما غيرها. هذا بخلاف الأحكام التي تأثيرها لا يتعدى الفرد، مثل الأحكام العبادية. فلو حكم ببطلان وضوء على شكل ما، فإن من توضأ بتلك الكيفية لن يؤثر بطلان وضوئه على غيره من الأشخاص، بل سيخصه هو وحده.
2. دائرة الحلقات العلمية: وهي دائرة العلماء، وطلبة العلم.
পৃষ্ঠা ৭৪