============================================================
والاخلاص لله تعالى بطاعته، والتاسى برسوله } فطليت معرفة الفرائض والسنن عند العلماء في الآثار، فرأيت إجتماعا واختلافأ، ووجدت: جميعهم مجتمعين على آن علم الفرائض والسنن عند العلماء بالله وأمره، الفقهاء عن الله، العاملين برضوانه، الورعين عن محارمه، المتأسين برسوله عليه الصلاة والسلام، والمؤثرين الآخرة على الدنيا، أولئك المتمسكون بأمر الله وسنن المرسلين.
فالتست من بين الأمة هذا الصنف المجتمع عليهم، والموصوفين بآثارهم(1) . واقتبست من علمهم، فرأيتهم أقل من القليل، ورأيت علمهم مندرسا كما قال رسول الله : "بدا الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوي للغرباء "(2) . وهم المتفردون بدينهم فعظمت مصيبتي لفقد الأولياء الاتقياء، وخشيت بغتة الموت آن يفجأني على اضطراب من عمري - لاختلاف الأمة - فإنكمشت في طلب عالم لم أجد لي من معرفته بدا، ولم أقصر في الاحتياط، ولا في النصح، فقيص لي الرؤوف بعباده قوما وجدت فيهم دلائل التقوى ، وأعلام الورع وإيثار الآخرة على الدنيا : ووجدت ارشادهم ووصاياهم موافقة لأفاعيل آثمة اهدى، (ووجدتهم)(3) مجتمعين على نصح الأمة، لا يرجون أبدا في معصيته، ولا يقنطون أبدأ من رحمته، يرضون أبدأ بالصبر على البأساء والضراء، والرضا (1) في الأصول : آثارهم . وما أوردناه لاستقامة المعنى.
(2) حديث "بدأ الاسلام غريبا: أخرجه : مسلم في صحيحه الحديث 232 من كتاب الإيمان: والترمذي في سننه، الباب 13 من كتاب الايمان. وابن ماجه في سننه، الباب 15 من كتاب الفتن . والدارمي في مسنله، الباب 42 من كتاب الرقاق. وأحمد بن حبل في مسنده 184/1، 398، 177/2، 222، 23/4،389. أنظر الحديث أيضا في : الدرر المنثرة في الأحاديث المشتهرة تحقيق محمد عبد القادر عطا ، دار الاعتصام، 149 وتاريخ بغداد 165/11.
وحلية الأولياء 172/8 (3) ما بين المعقوفتين : سقطت من الأصول :
পৃষ্ঠা ৬২