তুহফাত আচয়ান
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
জনগুলি
قال وكان المرء منهم يرزق في الشهر سبعة دراهم في غلاء من السعر فيصبر على القوت اليسير رغبة في الآخرة والثواب من عند الله , قال وقد بلغنا إنه ربما يبقى مع الرجال منهم الدرهم والدرهمان فيتطوع بذلك الفضل فيرده في فئ المسلمين رحمهم الله وجزاهم خيرا مع ما أظهروا من السنة والأمر بإدناء الجلابيب على النساء ورفع الخمر فوق الأذقان , وستر النواصي وسائر الزينة إلا الوجه والبنان؛ أما ما وراء ذلك فهو حرام على من أبداه من النساء أو من نظر إليه من الرجال شهوة؛ والنطاق من تحت الدرع إلا فقيرة لا تقدر على درع سابغة فلها أن تبرز فوق درعها؛ ونهي النساء عن الجلوس في السكك والخروج في يوم المطر والريح والعاصفة , وأمر الرجال برفع ذيولهم وتقصير أشعارهم إذا سبغت على العواتق , وأنكر على أهل القبلة أن يتشبهوا بزي أهل الذمة , وأنكر على أهل الذمة أن يتشبهوا بزي أهل الإسلام؛ ونهى الرجال أن يبدوا ما فوق الركب.
قال وكانوا أهل فقه وأهل علم وحلم وتؤدة تودد ووقار وسكينة ولب وعقل وبر ومرحمة وصدق ووفاء وتخشع وعبادة؛ وورع وتحرج وصلة ونصيحة وظاهرة مقبولة؛ لا يطمعون بمطامع السوء ولا يتعاطون من الناس الحقوق ولا يدخلون في خصومات الناس؛ ولا يجتعلون على استخراج الحقوق ولا يسترشون على طلب الحوائج التي تعنيهم من أمر الرعية؛ ولا يستفضلون في الرزق على الشبعة؛ ولا يغتاب بعضهم بعضا ليس من شأنهم الغيبة ولا البغي ولا الحسد ولا التقاطع ولا التدابر ولا البغضة؛ ولا شيء من أخلاق أهل الريبة , يحرصون على مآدهم في الدين ومع أهل الدين , ويكرهون العيوب ويهجرون أخلاق الفجور والمعاصي؛ هم أنوا في الأرض وغرباء في الناس يعرفون بسيماهم.
পৃষ্ঠা ৭৫