তুহফাত আচয়ান
تحفة الأعيان لنور الدين السالمي
জনগুলি
قال وعلى كل مائتين من الشراة إلى ثلاثمائة إلى أربعمائة قائد من أهل الفضل والحجا والبصيرة والثقة والمعرفة والعلم والفقه والحزم والقوة , قال وعلى عشرة من أصحابه مؤدب من أهل الفقه يعلمهم الدين ويؤدبهم على المعروف ويسددهم عن الزيغ , ويقيمهم على الطريقة , ويهديهم سبيل الرشاد. ليست الدنيا من ذكرهم ولا جمع المال من شأنهم ولا الشهوات من حاجاتهم؛ قال وكيف لا يكون كذلك من باع لله نفسه ليجود بها على ترك الدنيا ويزهد بما فيها , قال غير أن رجالا منهم تاقت أنفسهم إلى النساء , فلما ذكروا ذلك استوحش منهم أئمتهم وقائدهم , قال فلم يكن من القوم إذ ذكروا النكاح نظر إليه دون أن يعرضوا أمرهم على أهل الفضل من أهل العراق , فلما وصل ذلك غليهم فزعوا منه وساءهم ذكر الشراة الذين باعوا لله أنفسهم للنساء وطلب الشهوات , فكتبوا إليهم إنكم كتبتم إلينا تخبرونا عن الشراة أن أنفسهم تنازعهم إلى النساء , وهذا أمر عظيم غير أنهم إن لم يقدروا على الصبر فليعرض الفقير منهم نفسه على النساء المسلمات الصالحات فإن قبلته المسلمة بعشرة دراهم فينجزها إياها ولا يبقى لها عليه دين بعد العشرة فليتزوج , وإن صبر عن النساء فهو خير له وإن لم يقدر على وفاء حقها فلا يحمل على نفسه لامرأة ولا لأحد من الناس دينا للذي طوق نفسه من البيعة , وحمل على نفسه من الميثاق , فلما عرض القوم أنفسهم على النساء بذلك الشرط لم يقبل منهم إلا قليل منهم؛ فصبر القوم على ما لم يقووا له وقبلوا النصيحة واقتدوا بهدي أهل الفضل واتبعوا أمرهم , ولو خالفوهم إلى ما نهوهم عنه وكرهوا عليهم من ذلك ما كان لهم واسعا.
পৃষ্ঠা ৭৪