وقال أبو المنذر بن هشام بن محمد بن السائب الكلبي أخبرني أبي وشرقي ابن الفظامي قالا: لما خرج مالك بن فهم من السراة يريد عمان وقد توسط الطريق حنت إبله إلى مراعيها وأقبلت تلتفت نحو السراة وتردد الحنين؛ فقال مالك في ذلك:
تحن إلى أوطانها إبل مالك ... ... =ومن دونها عرض الفلا والدكادك
وفي كل أرض للفتى متقلب ... ... =ولست بدار الذل طوعا برامك
ستغنيك عن أرض الحجاز مشارب= ... رحاب النواحي واضحات المسالك
وقال أيضا:
تحن أوطانها بزل مالك ... ... = ... ومن دون ما تهوى فرات المقارف
وسيح أبي فيه منع لضائم ... ... = ... وفتيان أنجاد كرام غطارف
فحني رويدا واستريحي وبلغي ... ... =فهيمهات منك اليوم تلك المآلف
ثم سار من فوره يريد عمان؛ فجعل لا يمر بقبيلة من قبائل العرب من معد وغيرهم من اليمن إلا سالموه ووادعوه لمنعته وكثرة عساكره.
ثم أنه سار في مسيرة ذلك حتى أخذ على برهوت وهو واد في حضرموت فلبث فيه حتى راح واستراح وبلغه أن بعمان الفرس وهم ساكنوها؛ فعبأ أصحابه وعساكره وعرضهم فيقال إنهم بلغوا زهاء ستة آلاف فارس وراجل؛ ثم أنه أعد واستعد وأقبل يريد عمان؛ وقد جعل مقدمته ابنه هناة بن مالك؛ ويقال فراهيد بن مالك في ألفي فارس من صناديد الأزد وفرسانها؛ ثم سار يؤم عمان حتى انصب على الشحر فتخلفت عنه مهرة ابن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة ابن مالك بن حمير فنزلت بالشحر.
قال الكلبي كان أول من خرج من العرب من تهامة عند مالك بن فهم الأزدي وعمرو وابناه فهم بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة وراسب بن الخزرج بن جدة بن حزم بن ريان بن حلوان بن حمير بن الحاف بن قضاعة فنزلت الشحر.
পৃষ্ঠা ১৬