قال وقد كان ملك جزيمة من مشارق الشام إلى الفرات من قبل الروم وكانت داره بالموضع المعروف بالمضيرة بين بلاد الخانوقة وقرقيسيا.
قال وأقام جزيمة ملكا في زمن ملوك الطوائف خمسا وتسعين سنة؛ وفي ملك أزدشير بابك وسابور الجنود أزدشير ثلاثا وعشرين سنة؛ فكان ملكه مائة سنة وثمان عشرة سنة.
وذكر العوتبي في الأنساب عن الكلبي أن أول من الحق بعمان من الأزد ملك ابن فهم بن غانم بن دوس بن عدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن الحارث ابن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد.
وكان سبب قصة خروجه عن قومه إلى عمان كان له جار؛ وكان لجاره ذلك كلبة؛ وكان بنو أخيه عمرو بن فهم بن غانم يسرحون ويمرحون على طريق بيت ذلك الرجل؛ وكانت الكلبة تنبحهم وتفرق غنمهم؛ فرماها رجل منهم بسهم فقتلها؛ فشكا جار مالك إليه ما فعل بنو أخيه؛ فغضب مالك وقال لا أقيم ببلد ينال فيها هذا من جاري؛ ثم خرج مراغما لأخيه عمرو بن فهم.
وقال أبو حاتم السجستاني عن أبي عبيدة عن أبي اليقظان قال سبب خروج مالك بن فهم عن قومه بعد نفرقهم في البلاد حين أخرجهم سيل العرم من جنتى مأرب ونزلوا بالسراة أن راعيا لمالك بن فهم خرج بغنم , وكان طريقه ثنية فيها كلب عقور لغلام من دوس؛ فشد الكلب على راعي مالك فرماه الراعي بسهم فقتله؛ فتعرض صاحب الكلب لراعي مالك فخرج من السراة هو ومن أطاعه من قومه؛ فأسلم ذلك النجد نجد الكلبة إلى اليوم.
قال: فخرج مالك بن فهم من أرض السراة يريد عمان فيمن أطاعه من ولده وقومه وعشيرته من الأزد ومن اتبعه من أحياء قضاعة , وسار متوجها نحو عمان؛ وقد اعتزل عنهم من قبل ذلك من ولده جزيمة الأبرش بن مالك بمن سار معه من الأزد إلى أرض العراق.
পৃষ্ঠা ১৫