ومنهم الربيع بن حبيب رحمه الله وهو من فراهيد انتقل إلى البصرة ونسب إليها ورجع إلى عمان آخر عمره , وكان يضرب به المثل في العلم.
ومنهم أبو حمزة الشاري المختار بن عوف , وهو من بني سليمة بن مالك بن فهم صاحب الإمام طالب الحق عبدالله بن يحيي الحضرمي؛ وهو خطيب مصقع؛ وله الخطب المشهورة المأثورة , روى بعضها مالك بن أنس؛ وقال عند روايته: خطبنا أبو حمزة المختار بن عوف خطبة حيرت المبصر وردت المرتاب , يعني أن المبصر في دينه المخالف لأبي حمزة صار بعد سماع خطبته محتارا غير مبصر؛ لما سمع فيها من الحجج الباهرة؛ والبراهين القاهرة الناقصة لما هو عليه من سوء الاعتقاد؛ وأن المرتاب في مذهبه رجع بسماع خطبة أبي حمزة لي مذهب الحق وترك ما كان عليه من الريب.
وكان يشير بالمبصر إلى نفسه , فهذا من قوله يدل على أنه صار محتارا في مذهبه حيث أنه لم يستطيع جوابا لحجج أبي حمزة , ولا دفعا للحق الذي نطق به؛ والحق إذا قام صرع معانده , وليته ترك الحيرة , وأخذ بالبصيرة , ومحل ذكر خطبه في سيرة طالب الحق من أهل اليمن فلا نطيل بذكرها هنا.
ومن أهل عمان الخليل بن أحمد الأزدي الفراهيدي وكان من أهل ودام من الباطنة خرج إلى البصرة وأقام بها فنسب إليها وهو صاحب كتاب العين الذي هو لغة الكتب في اللغة؛ وما سبقه إلى تأليفه أحد؛ وإليه يتحاكم أهل العلم والأدب فيما يختلفون فيه من اللغة فيرضون به ويسلمون له؛ وهو صاحب النحو وإليه ينسب؛ وهو أول من بوبه وأوضحه ورتبه وشرحه؛ وهو شيخ سيبوية في النحو وكان قد أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي واضع هذا الفن , وهو صاحب العروض والنقط والشكل؛ والناس تبع له؛ وله فضيلة السبق إليه والتقديم فيه.
পৃষ্ঠা ১৩