ومن خطباء عمان وعلمائها صحار العبدي صاحب الخلفاء. ومن خطبائهم صعصعه بن صوحان بن زيد وأخيه خطيبان مصقاعان. ومن خطبائهم مرة ابن البليد وهو من الأزد لم يكن في الأرض أجود منه ارتجالا وبديهة , ولا أعجب فكرا وتحبيرا منه , وكان رسول المهلب إلى الحجاج , وله عنده كلام محفوظ , ومنهم عرفجة بن هزيمة البارقي. ومنهم بشر بن المغيرة بن أبي صفرة لم يكن في الأرض عماني أنطق منه وكان خطيب المصر يحيي بن يعمر وكان منشأه ومولده إلى أن بلغ الأهواز وكذلك الجحاف بن حكيم وغيرهما , قال فالذي ينكر أن لا يكون بعمان خطيب ليس يقول ذلك بعلم.
وقال الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء قال: رأيت أعرابيا بمكة فاستفصحته فقلت من الرجل؟ قال من الأزد؛ قلت من أيهم؟ قال من بني الحدان بن شمس , فقلت من أي بلد؟ قال عمان , قلت صف لي بلادك , فقال سيف أفح وفضاء صحصح وجبل صلدح ورمل أصيح , فقلت فأخبرني عن مالك؛ قال النخل , فقلت وأين أنت عن الإبل؟ فقال كلا إن النخل أفضل , أما علمت أن النخل حملها غذاء وسعفها ضياء؛ وليفها رشاء؛ وجذعها غماء , وفروها إناء؛ فقلت وأني لك هذه الفصاحة؟ قال إنا بقطر لا نسمع فيه ناجخة التيار.
وخرج الحجاج بن يوسف إلى القاوسان , فإذا هو بأعرابي في زرع له , فقال له ممن أنت؟ قال من أهل عمان؛ قال فمن أي القبائل أنت؟ قال من الأزد؛ قال فكيف علمك بالزرع؟ قال إني لأعلم منه علما؛ قال فأي شيء خيره؟ قال ما غلظت قصبته واعتم نبته وعظمت جثته؛ قال فأي العنب خير؟ قال ما غلظ عوده وعظم عنقوده؛ قال فما خير التمر؟ قال ما غلظ لحاه ودق نواه ورق شجاه.
ومن أهل عمان كعب بن سور قاضي عمر بن الخطاب على البصرة , وهو من أول من قدم على البصرة بعد تمصيرها.
ومنهم أبو الشعثاء جابر بن زيد الأزدي رحمه الله تعالى؛ وكان غاية في العلم والورع , وشهرته عند المواقف والمخاطب كافية عن إطالة ذكره.
পৃষ্ঠা ১২