267

তিবিয়ান

التبيان في تفسير القرآن - الشيخ الطوسي

জনগুলি

তাফসির

تفسير التبيان ج1

قوله تعالى: فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا

على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون(59)

آية بلا خلاف.

معنى قوله: فبدل الذين ظلموا: غيروا.

وقوله: " الذين ظلموا " معناه: الذين فعلوا ما لم يكن لهم فعله.

وقوله: " غير الذي قيل لهم " يعني بذلك بدلوا قولا غير الذي امروا أن يقولوه. فقالوا بخلافه. فذلك هو التبديل والتغيير. وكان تبديلهم بالقول: انهم امروا ان يقولوا: حطة، وان يدخلوا الباب سجدا. وطؤطئ لهم الباب ليدخلوه كذلك فدخلوه يزحفون على اسائهم فقالوا: حطة في شعيره مشتهرين.

وقوله: " فانزلنا على الذين ظلموا " يعني: الذين فعلوا ما لم يكن لهم فعله في تبديلهم بالقول والفعل " رجزا ": اللغة: والرجز في لغة اهل الحجاز: العذاب.

وفي لغة غيرهم: الرجس، لان الرجس الشر.

ومنه قوله (ع) في الطاعون: إنه رجس عذب به بعض الامم وهو قول ابن عباس، وقتادة.

وقال ابوعبيدة: الرجز. والرجس لغتان مثل الردع، والسدع والبزاق والبساق.

وقال ابوالعالية: هو الغضب.

وقال ابوزيد: هو الطاعون، فقيل انه مات منهم في ساعة واحدة اربعة وعشرون الفا من كبرائهم وشيوخهم وبقي الابناء وانتقل العلم والعبادة اليهم.

وقوله: " من السماء " قال قوم: يعني ما فضاه الله عليهم من السماء وقال آخرون: أراد بذلك المبالغة في علوه بالقهر.

وقوله " يفسقون " مضمومة السين عليه جميع القراه وهو اشهر اللغات. وقد حكي في بعض اللغات بكسر السين

الآية: 60 - 69

قوله تعالى: واذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر

فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل اناس مشربهم كلوا واشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الارض مفسدين(60)

آية واحدة بلا خلاف.

قوله: " واذا " متعلق بكلام محذوف. ويجوز ان يكون ذلك ما تقدم ذكره في الآيات المتقدمة من ضروب نعم الله على بني اسرائيل فكأنه قال: واذكروا إذ استسقى موسى لقومه: أي ساله إن يسقي قومه ماء تقول: سقيته من سقى السقة، واسقيته: دللته على الماء فنزل منزلة سؤال ذلك.

والمعنى الذي سال موسى اذا كان فيما ذكر من الكلام الظاهر دلالة على معنى فما نزل.

وكذلك قوله " فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا " من ماء فاستغنى بدلالة الظاهر على المنزول منه، لان معنى الكلام: قلنا اضرب بعصاك الحجر فضربه فانفجرت منه. فترك ذكر الخبر غير ضرب موسى الحجر اذا كان فيما ذكره دلالة على المراد.

وكذلك قوله: " قد علم كل اناس مشربهم " فترك ذكر منهم لدلالة الكلام عليه.

والانفجار، والانشقاق. والانبجاس أضيق منه فيكون أولا انبجاسا، ثم يصير انفجارا والعين من الاسماء المشتركة العين من الماء مشبهة بالعين من الحيوان بخروج الماء منها، كخروج الدمع من عين الحيوان وقد بينا ان اناسا لا واحد له من لفظه فيما مضى وإن الانسان لو جمع على لفظه لقيل اناسين واناسيه وقوم موسى هم بنو اسرائيل الذين قص الله عزوجل قصصهم في هذه الآيات.

وانما استسقى لهم ربهم الماء في الحال التي تاهوا فيها في التيه شكرا اليه الظما فامروا بحجر طوراني من الطور. فضربه موسى بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين معلومة ماؤها لهم.

وروي عن ابن عباس انه قال: ظلل عليهم الغمام في التيه وأنزل عليهم المن والسلوى وجعل لهم ثيابا لا تبلى ولا تتسخ وجعل بين ظهرانيهم حجر مربع وروي انه كان مثل شكل الرأس.

পৃষ্ঠা ২৬৬