وقرأت في كتاب منسوب التأليف إلى فنحاس بن باطا العبراني أنه كان بين مولد موسى عليه السلام، وبين اخراجه رهط الإسرائيليين من أرض مصر إلى برية فلسطين يعني ثمانون سنة. ومن إستقراره بالتيه إلى إخراج يوشع بني إسرائيل منه أربعون سنة. فيكون بين مولد موسى عليه السلام، وبين موته من هذا الحساب، ماية وعشرون سنة. فلما أخرج يوشع الإسرائيليين من التيه ساربهم ومعه تابوت الميثاق حتى عبر نهر الاردن، واتفق له ولاصحابه طريق فاحتاط بمدينة أريحا ستة أيام محاربا فلما كان بالسابع أمرهم فنفخوا بالقرون وضج الشعب ضجة واحدة فسقط سور المدينة فأباحها فأجتاحوها ثم أحرقوها بما فيها ما خلا الذهب والفضة وآنية النحاس والحديد، فانهم أدخلوها بيت المال.
ثم نهض يوشع بن نون إلى ملك عاي وشعبه فافتتح عاي وصلب ملكها على خشبة، وأحرق المدينة وقتل فيها إثني عشر ألفا من الرجال والنساء والصبيان. فكان من ابتداء تولية يوشع لأمر بني إسرائيل، وذلك من وقت وفاة موسى عليه السلام إلى أن مات، سبع وعشرون سنة. ثم قام بأمر بني إسرائيل بعد يوشع بن نون سبط يهودا وسبط شمعون، فتوجهوا لحرب الكنعانيين والفرزيين فاستباحوهم وقتلوا ببارق عشرة آلاف إنسان، وأخذوا ملك بارق فأدخلوه أورشليم فمات بها. ثم عملت بنو إسرائيل المعاصي وعبدوا بغلا وكبرت أحداثهم، فأرسل إليهم الياس بن باسين بن عيزار بن هرون بن عمران، وهو دعاهم إلى ترك المعاصي فلم يطيعوه، فدعا عليهم بالقحط فقحطوا ثلاث سنين.
পৃষ্ঠা ৭০