ذكر الثورة التي كانت باكورة البطشة الكبيرة وأول بلاء نزل من السماء على الجزيرة
لما ارتاع هؤلاء الأجناد، وسعى في صلاحهم الفساد، وهالهم ما بينهم وبين طائفة الوالي من الخلاف، وتقرر عندهم ما يراد بهم من الإتلاف، اجتمعوا إلى قائدهم وكان سمح الخليقة، حسن الطريقة، وشكوا إليه/ 16/ ما دهم ودهى، وقالوا إن أمد الصبر قد انتهى، وإنما نحن مصبحون أو ممسون (1)، وكيف تخفضنا السفلة ونحن الأعلون. فلم يقبل مقالهم أولا، وقال لعل فيما بلغ متأولا، وما زالوا يحذرونه الغوائل (2)، ويأتونه على الأمر بدلائل، حتى خاف على نفسه، وعاد يومه خلاف أمسه، وبدت البغضاء، وزال الإغضاء (3)، وتم القضاء.
وعزموا مع القائد أن يطوقوا واليهم السيف، ودبروا أين وكيف، ثم اتبعوا رأي مشيرهم المشيح (4)، وعزموا أن تكون الراحة منه في صلاة الترويح (5). فلم يقض الله لحيلتهم أن تكون متوجهة، ولعله لم يرض أن تكون قتلته بالقتلة الفاروقية (6) متشبهة، فإنهم لما عينوا الليلة والساعة، وقدروا لفنكة
পৃষ্ঠা ৮৬