خير الناصرين، وقومه يريشون ويبرون (1)، ويستغشون ولا يبرون (2)، ويغلون في الأمر أشد الغلو، ويغلون يده عن الإعداد للعدو، ويقولون إن ما تسمع من حركته محال لا يكون، والخطب فيه مع ذلك يهون. إنما الداء أعداء منهم لك مكتنفون، وبدون دمك لا يكتفون، فبادر الرمي قبل أن تغلب على نشابك، وتغد بمن يريد أن يتعشى بك (3).
وكانت الجماعة الأندلسية سخنة (4) أعينهم، ومضغة ألسنهم، فطلبوا من الوالي أن يحظر عليهم حمل السيوف، ويأمر بتقلدها أهل القعود بداره والوقوف (5)، فخرج بذلك أمره، وظهر من خلل الرماد جمره، وأوحشت تلك الحالة، وكثرت في ثقالى الفريقين القالة.
পৃষ্ঠা ৮৫