نبيكم عليه السلام ، وكلام ربكم عز وجل ، فبأي حديث بعد الله وآياته تؤمنون ( 1 ) أم أي قول بعد قول الله تعالى وكلام نبيه محمد صلى الله عليه وسلم تطلبون وتقرءون ( 2 ) لا كفى الله من لم يكفه قول ربه تعالى ، وقول نبيه عليه السلام . فالله الله عباد الله ، تداركوا أنفسكم بتصفية نياتكم في هذا الباب وفي العمل المرغوب في الصلاة والصيام والصدقة ، ولا تشوفوا في شيء منه قصدا لغير وجه الله تعالى ؛ فوالذي لا إله إلا هو إن من طلب علما من علوم الديانة ليدرك به عرض دنيا أو ذكرا في الناس أو عمل عملا مما أمره الله تعالى بعمله له فعمله هو لغيره تعالى ، لقد كان أحظى له في آخرته وأسلم في عاقبته وأنجى له عند ربه تعالى أن يكون دفافا أو بهزريا ( 3 ) . ووالله لأن يلقى الله تعالى عبد بكل بائقة ( 4 ) دون الشرك ، لا أخص من ذلك قتل النفس ولا قطع الطريق ولا ما دونهما ، أخف وزرا من أن يلقاه وقد تدين لغيره وصلى وصام لسواه . واعلموا رحمكم الله أن من تعدم اللهو واللعب حتى مضى وقت صلاة مفروضة ولم يصلها ، أخف ذنبا عند الله تعالى ممن صلاها لأجل الناس ، ولولاهم ما صلاها ، لأن كل إنسان من الذين ذكرنا لم يصل الصلاة التي أمر بها ، وزاد هذا الآخر على الأول أن صلاها لغير الله تعالى ؛ وكذلك من طلب العلم لغير الله تعالى ، فإنه ترك الاشتغال بما يصلحه في دنياه وبما يروح به نفسه من البطالة ، وأتعب نفسه في أفضل الأعمال ، فقصد به التقرب إلى الناس فوكله الله إلى من قصده ، وقال عليه السلام ( 5 ) : [ 247 ب ] ' إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها ، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ' أو كما قال عليه [ السلام ] ، فالجد الجد فإن لإبليس اللعين ها هنا مسلكا خفيا ومدبا ( 6 ) لطيفا ومولجا دقيقا يحبط به الأعمال ويهلك به الرجال ، أجارنا الله وإياكم من كيده وبغيه ، ولا وكلنا إلى أنفسنا طرفة عين فنهلك . وأنا أريكم إن شاء الله تعالى ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ميلقا ( 7 ) يعرف به كل
পৃষ্ঠা ১৭০