في أمور دنياه وصحف حسناته متزايدة ، وأعمال الخير مهداة إليه من حيث لا يحتسب ومواترة عليه من حيث لم يقدر . ويؤيد هذا قوله عليه السلام ( 1 ) : ' من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ' ، وقوله لعلي ( 2 ) : ' فوالله يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك من حمر النعم ' ، وقوله عليه السلام ( 3 ) : ' إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة ، فذكر عليه السلام ولدا صالحا يدعو له ، وصدقة جارية ، وعلما ينتفع به ' قوله ( 4 ) : ' من عمل في الإسلام سنة حسنة فعمل بها بعده ، كتب له مثل أجر من عمل بها ، ولا ينقص من أجورهم شيء ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده ، كتب له مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء ' ، ويؤيد هذا قول الله عز وجل : { ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم } ( النحل : 25 ) ، وقوله : { وليحملن أثقالهم } ( العنكبوت : 13 ) فأسأل الله أيها الاخوة أن يجعلنا وإياكم من أهل الصفة الأولى ، وأن يعيذنا من الثانية . فبشروا من سن القبالات والمكوس ووجوه الظلم بأخزى الجزاء واعظم البوار في الآخرة ، إذ سيئاتهم تتزايد على مرور الأيام والليالي ، والبلايا تترادف عليهم وهم في قبورهم ؛ ولقد كان أحظى ( 5 ) لهم لو لم يكونوا خلقوا من الإنس . واعلموا [ 240 / أ ] انه لولا العلماء الذين ينقلون العلم ويعلمونه الناس جيلا بعد جيل لهلك الإسلام جملة ، فتدبروا هذا وقفوا عنده وتفكروا فيه نعما ، ولذلك سموا ورثة الانبياء ، فهذه مرتبة . والثانية : حكم عدل ، فإنه شريك لرعيته في كل عمل خير عملوه في ظل عدله وأمن سلطانه بالحق لا بالعدوان ، وله مثل أجر كل من عمل سنة حسنة سنها . فيا لها مرتبة ما أسناها أن يكون ساهيا لاهيا وتكسب له الحسنات ، وأين هذه الصفة وأما الغاش لرعيته والمداهن في الحق ، فهو ضد ما ذكرنا ، ويؤيد هذا قوله عليه السلام ( 6 ) : ' وغن المقسطين فيما ولوا على منابر من نور على يمين الرحمن ' ، أو كلاما هذا معناه ؛
পৃষ্ঠা ১৫৩