============================================================
فإنه أوسع من رحمة الله لأن الله أخبر أن قلب العبد وسعه ورحمته لا تسعه فإنها لا يتعلق حكمها إلا بالحوادث وهذه مسألة عجيبة إن عقلت، وإذا كان الحق كما ورد في الصحيح يتحول في الصور مع آنه في نفسه لا يتغير من حيث هو فالقلوب له كأشكال الأوعية للماء يشكل يشكلها مع كونه لا يتغير عن حقيقته فافهم ألا ترى أن الحق كل يوم هو في شان كذلك القلب يتقلب في الخواطر ولذلك قال: إن فى ذلك لزكرى لمن كان لهر قلب) (ق: 37) ولم يقل، عقل، لأن العقل يتقيد بخلاف القلب فافهم.
13 - فص: حكمة ملكية في كلمة لوطية - قال الله تعالى: الذى خلقكم من ضعف ثر جعل من بعد ضعف قوة ثر جعل من بعد قوق ضعفا} [الروم: 54) فالضعف الأول بلا خلاف ضعف المزاج في العموم والخصوص والقوة التي بعده قوة المزاج وينضاف إليه في الخصوص قوة الحال، والضعف الثاني ضعف المزاج وينضاف إليه في الخصوص ضعف المعرفة أي المعرفة بالله بضعفه حتى يلصقه بالتراب فلا يقدر على شيء فيصير في نفسه عند نفسه كالصغير عند أمه الرضيع ولذلك قال لوط {أر ماوى إلى ركن شديد ([مود: 80] يريد القبيلة ويقول رسول الله "لرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد، يريد ضعف المعرفة" فالركن الشديد هو الحق مدبره ومربيه: 14-فص: - حكمة قدرية في كلمة عزيرية - لله الحجة البالغة على خلقه لأنهم المعلومون والمعلوم يعطي العالم ما هو عليه في نفسه وهو العلم ولا أثر للعلم في المعلوم فما حكم على المعلوم إلا به واعلم أن كل رسول نبي وكل نبي ولي وكل رسول ولي: 15 فص: - حكمة نبوية في كلمة عيسوية- من خصائص الروح آنه ما يمر على شيء الا حيي ذلك الشيء ولكن إذا حيي يكون تصرفه بحسب مزاجه واستعداده لا بحسب الروح فإن الروح قدسي ألا ترى أن النفخ الإلهي في الأجسام المسواه مع نزاهته وعلو حضرته كيف يكون تصرفه بقدر استعداد المنفوخ فيه ألا ترى السامري لما عرف تأثير الأرواح كيف قبض فخار العجل فذلك استعداد المزاج 16 - فص: - حكمة رحمانية في كلمة سليمانية- لما كانت له من حيث لا يشعر قالت بالقوة في كتاب سليمان إنه كتاب كريم وما ظهر آصف بالقوة على الإتيان بالعرش دون سليمان إلا ليعلم الحق آن شرف سليمان عظيم إذ كان لمن هو حسنة من حسناته له هذا الاقتدار ولما قالت في عرشها (كانه هؤ عثور على علمها بتجديد الخلق في كل زمان فأتت بكاف التشبيه وأراها صرح القوارير كأنه لجة وما كان لجة كما أن العرش المربي ليس عين العرش من حيث الصورة والجوهر واحد وهذا سار في العالم كله والملك الذي لا 1
পৃষ্ঠা ৫৯