فرحم الله امرءا اقتدى بفرائض الله، وسنن رسوله، وجعل العلم شعاره ودثاره، وأخذ نفسه بالتعلم، وجعل الفقه همه، واقتدى بأشياخه السالفين، واتبع آثارهم، واهتدى بمن أدرك منهم وأجاد الاستماع عنهم، وصدق الرواية، ونصح لله، وأحب له ولرسوله، وأبغض كذلك، وراح عالما أو متعلما أو مستمعا، واهتدى بقول النبيء عليه الصلاة والسلام وأخذ به.
أبو الدرداء: أخوف ما أخاف أن يقال لي علمت فما عملت فيما علمت.
وروي: «شر الناس العلماء إذا فسدوا »؛ ويقال: زلة العالم لا تقال ولا تستقال، وزلته(16) كالسفينة تغرق، ويغرق فيها كثير.
[10] وروي: «من ازداد علما ولم يزدد هدى، لم يزدد من الله إلا بعدا».
وعن عمر: «خير العلم ما دخل معك قبرك، وشره ما خلفته ميراثا»، ففسرهما بما عمل به وما لم يعمل به.
وروي: «العلماء أمناء الله في أرضه، ما لم يدخلوا في الدنيا، ويخالطوا السلطان...» الحديث.
وإذا ترك العالم العلم، نودي: يا هذا تركت الطريق.
وروي: «أشد الناس عذابا، من يرى الناس فيه خيرا ولا خير فيه»؛ وقيل: أشرار العلماء.
ويذهب العلم من القلوب بعد أن وعته: الطمع والشره وطلب الحوائج.
ولا ينتفع عالم بعلمه حتى يعمل به؛ والأحاديث هنا أكثر من أن تعد.
فصل
ندب للمرء إذا عقل أن يتعلم الطهارة، ولأبويه أو من يقوم به أن يرفعه إلى المعلم، ليتعلم في صغره الحروف وما يترتب عليها، والأيام والشهور، والفاتحة وما بعدها إن أمكنه، وإلا فما تيسر له؛ لأنه إذا استعد قبل البلوغ لما يعنيه قبل أن يعنيه لم تفته الواجبات عنده.
فإذا بلغ تزوج إن اشتهى، فإن تزوج بثيب علمته ما يراد منها من مباح، وإن ببكر علمه من يخالطه من أبناء جنسه.
ويتعلم الوضوء والصلاة وأوقاتها، ويصوم رمضان قبل البلوغ إن أطاقه، ثم يتعلم.
فأول واجب معرفة الله ثم الرسول، ثم يتدرج إلى ممكن له كالنحو والفقه والفرائض والحساب والطب.
পৃষ্ঠা ২১