وروي: «أقرب الناس درجة من الأنبياء: العلماء، والمجاهدون» و«الشفعاء غدا الأنبياء والعلماء والشهداء». وقد حبس الله على العلماء عقولهم وأفهامهم، فلا يسلبها عنهم إلى الموت.
وروي: جالسوا العلماء، وسالموا الكبراء، وخالطوا الحكماء؛ فمن صاحب العلماء وقر، ومن صاحب السفهاء حقر.
واتباع العلماء واجب؛ و«لا تحقرن(12) عالما آتاه الله علما، فإن الله لم يحقره حين آتاه علمه».
فصل
العلماء قيل ثلاثة: عالم لنفسه ولغيره، فهو أفضلهم؛ وعالم لنفسه، فهو(13) حسن؛ وعالم لا لنفسه ولا لغيره، فهو أشر القوم(14).
وعالم، ومتعلم، وهمج رعاع.
معاذ بن جبل: سبعة من العلماء يصلون بأعمالهم النار: عالم يخزن علمه، يرى أنه إن حدث به فقد ضيعه؛ وعالم يتخير به وجوه الناس وأشرافهم، ولا يرى المساكين لعلمه أهلا؛ وعالم يأخذ في علمه كأخذ السلطان، ويغضب إن قصر في شيء من حقه، أو رد عليه شيء من قوله؛ وعالم يتخذ علمه مروءة وعفة؛ وعالم إن وعظ عنف، وإن وعظ أنف؛ وعالم ينصب نفسه للناس، ويقول: إستفتوني فيفتي بما لا يعلم؛ وعالم يتعلم كلام اليهود والنصارى، يعزر به علمه، ويكثر به حديثه.
وندب [9] للعالم أن يوفي لعلمه حقه، بلزوم التقوى، والعمل بعلمه.
وروي: «أشد الناس عذابا غدا عالم لم ينفعه علمه».
وأيضا: «لو أن أهل العلم أخذوه بحقه لأحبهم الله وملائكته والصالحون، وتهابهم الناس؛ ولكن طلبوا الدنيا فمقتهم الله، وهانوا على الناس». وقد شاهدنا ذلك.
ولا كنز قيل أنفع من العلم، ولا مال أربح من الحلم، ولا حسب أرفع من الأدب. ومن تفرد قيل بالعلم لم توحشه خلوة، ومن تسلى بالكتب لم تفته سلوة، ومن آنسته قراءة القرآن لم توحشه مفارقة الإخوان.
পৃষ্ঠা ১৯