قيل له: الذي يدل على هذا الخبر هو تلقي الأمة له بالقبول، وكل خبر تتلقاه الأمة بالقبول، فيجب له أن يكون صحيحا مقطوعا به، وإن لم يكن في الأصل متواترا، إذ قد ثبت أن الأمة لا تجمع على الباطل.
فإن قيل: ولم قلتم وادعيتم أن أهل البيت أولاد الحسن والحسين عليهم السلام دون من سواهم؟
قيل لهم: لأن كونهم أهل البيت مجمع عليه لا خلاف فيه، وكون غيرهم من أهل البيت مختلف فيه، ولا دليل لمن يدعيه.
[ شروط الإمامة ]
فإن قيل: ما الصفة التي إذا حصلت في الواحد منهم صح له الإمامة؟
قيل له:
أن يكون من أحد البطنيين على ما ذكرنا.
وأن يكون ورعا يحجزه ورعه عن ارتكاب المعاصي، والإخلال بالواجبات.
وأن يكون شجاعا، يثبت في الحروب، ويهتدي في الساعات.
وأن يكون عالما بأصول الدين، وبما (¬1) تحتاج إليه الأمة، من علم الشريعة، ولن يتم ذلك إلا بعد أن يعرف جملة من العقليات، ليتم له معرفة الله عز وجل، ومعرفة رسوله، وليتم له العلم بما يجوز أن يريده الله، وما لا يجوز أن يريده، ليصح له العلم [متى ما] (¬2)، ورد خطابه تعالى عليه.
ويجب أن يكون عالما بجملة الأخبار الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الشرائع.
পৃষ্ঠা ৯০