اسوان مرحلة سنة اثنتين وثلثين ومائتين من المتوكل وكان يلى اسوان وعينونا والحوراء عبيد بن جهم مولى المأمون وكانت انبوا مضافة اليه فركب من عينونا (3) والحوراء فى جلاب فأرسى بأقاصى جزيرة مصر بمعسكره فأثخن فى البجة قتلا وسبيا واسترد ما سباه البجة من انبوا وعاد الى اسوان وعبر الى عينونا، وكان فى بعض أصحابه من عاين التبر وآثار العمل فيه للروم بالجزيرة عند أول دخولهم مع عبيد بن جهم مولى المأمون فنكصوا الى البلد من سنتهم وصادف ذلك دخول محمد بن يوسف الحسنى الأخيضر اليمامة وانقشاع أهلها من جوره الى أرض مصر والمعدن فى آلاف كثيرة فغلبوا على من كان بها من أهل الحجاز لسنتهم وفورهم وتكامل بالعلاقى قبائل ربيعة ومضر وهم جميع أهل اليمامة فى سنة ثمان [وثلثين] (11) ومائتين ووقع بين رجل منهم ورجل من البجة شحناء فسب البجاوى النبي صلى الله عليه فكتب بذلك الى المتوكل فأنفذ رجلا من ولد أبى موسى الأشعرى يعرف بمحمد القمى وكان فى محبسه مطالبا بدم لا ولى له فأنجده بما طلبه من الرجال والسلاح وخيره حين أطلقه فيما يحتاج اليه فاختار ألف رجل منهم خمس مائة فارس وخزانة بعشرة آلف دينار فقبضها بمصر وسار بها الى اسوان وأتى العلاقى فأخذ من ربيعة ومضر واليمن ثلثة آلف رجل من كل بطن ألف رجل فلقى ملك البجة وكان إذ ذاك على بابا وهو فى مائتى ألف معهم ثمنون ألف نجيب فلما التقى الجمعان وعاين ذلك المسلمون هالهم وعظم عليهم فقال لهم القمى ما لنا من محيص فقاتلوا عن دمائكم وأحسابكم فإنكم حاصلون وهم على بابا بكبس المسلمين لوقته فحال بينه وبين ما أراد الليل فرمى القمى حسك الحديد سورا على عسكره وبقية هذا الحسك وهذه الخزانة باسوان الى الآن وأنشأ القمى كتبا فى طوامير كتان بالذهب وجعلها بخط جليل على الأسنة ونادى (24) عند طلوع الشمس هذه كتب أمير المؤمنين اليكم معاشر البجة وهم صافون فلما رأت البجة ذلك استطرفته وتحللت من المصاف
পৃষ্ঠা ৫৩