فأنزلوهم فى بعض بيعهم وأتوا عليهم أجمعين، واتصل ذلك بالبجة فساروا اليهم وقد جلا بعض أهل قفط مغربين ففتحوها فى أحد شهور سنة أربع ومائتين وسبوا منها سبع مائة نسمة وقتلوا منها خلقا واسعا وكان بقفط حسنى له محل فقصد البجة فرد عليه بعض السبى وانحدر أهل قفط الى مصر والسلطان ببعض شأنه مشغول فأقاموا يرفعون بمصر سبع سنين وكان بحوف (6) مصر رجل يعرف بحكم النابغى من قيس عيلان ثم من بنى نصر بن معوية ذو يسار وخير وجهاد فقصدوه وشكوا اليه فقال تجيئونى (7) بكتاب القاضى وشيوخ البلد لأكفيكم ففعلوا ذلك فسار معهم فى سنة اثنتى عشرة ومائتين حتى ورد الى قفط فى ألف رجل من قومه خمس مائة فارس وخمس مائة راجل وغزا البجة فأقام ببلدهم ثلث سنين يجوس ديارهم ويسبيهم ومناخه بالمكان المعروف يومنا هذا بماء حكم وهو عن مرحلة من عيذاب (12) وعلى أربع مراحل من العلاقى واسترجع السبى عن آخره وقفل معاودا الى اسوان فنزلها ثم انحدر فأقام بطود مدينة كانت قريبا من قوص وملكها ومات بها بعد استجارة العلوى العمرى بحكم النابغى فستره وطالبه به السلطان فحلف أيمان البيعة أنه لا يعرف له مكانا حانثا فخرج عن يمينه عن كل ما حنث فيه، ثم دارت الأيام وأتى هذا العلوى الى منزل حكم فسلبه بطود وقهره وشرده عنه خلافا [16 ب] لما عامله به من الإحسان اليه وأخبارهما تطول، وعند فتح قفط [....] (18) ما بنى سور اسوان وقوص فى سنة اثنتى عشرة وأعيدت الى ما كانت عليه قبل تخربها (20)، (10) ثم إن البجة افتتحت انبوا مدينة من الصعيد كان بينها وبين
পৃষ্ঠা ৫২