الى أن يصير القمر فى درجة الرابع وتد الأرض ويبتدئ بالنقصان الى وقت طلوع القمر ويعود فى الزيادة وتختلف أوقاته باختلاف طلوع القمر ومغيبه وتبارك الله أحسن الخالقين، نعود الى نسخة الأصل،] ثم يقطع عرض الدجلة فيصير على ساحل هذا البحر الى مهروبان من حد فارس ويعترض فيه أماكن تمنع من السلوك إلا فى الماء وذلك أن مياه خوزستان تجتمع الى الدورق وحصن مهدى والباسيان فتتصل (6) بماء البحر ومهروبان مدينة صغيرة عامرة وهى فرضة الرجان وما والاها من أدانى فارس وبعض خوزستان ثم ينتهى [15 ب] البحر على الساحل الى سينيز وهى مدينة أكبر من مهروبان ومنها يقع هذا السينيزى الذي يحمل الى الآفاق ثم ينتهى البحر الى جنابه وهى مدينة أكبر من مهروبان أيضا وهى فرضة لسائر فارس خصبة شديدة الحر وعلى نحر البحر بهذا السيف ما بين جنابه ونجيرم قرى ومزارع ومساكن متفرقة شديدة الحر، ثم ينتهى الى سيراف وهى الفرضة العظيمة لفارس وهى مدينة جليلة وأبنيتها ساج وتتصل أبنيتها الى جبل يطل على البحر وليس بها ماء (14) يحمد ولا زرع ولا ضرع وهى من أغنى بلد بفارس ثم يتجاوزها على الساحل فى مواضع منقطعة تعترض بها جبال ومفاوز الى أن ينتهى الى حصن ابن عمارة (16) وهو حصن منيع على على نحر البحر وليس بجميع فارس حصن أمنع منه ويقال أن صاحبه هو الذي قال الله تعالى فيه وكان (18) وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا، وينتهى على ساحل هذا البحر الى هرموز وهى فرضة لكرمان مدينة غناء كثيرة النخل حارة جدا، [وتعرف (20) بالتير وهى مساكن بين جبلين فى شعب ممتد وصلتها سنة تسع وثلثين وخمس مائة وكان عميدها إذ ذاك محمد بن المرزبان من أهل شيراز الملقب بصاحب السيف والقلم ولعمرى إنه كان مستحقا لهذا اللقب إذ كانت له أريحية خازمية ومروءة خلقية وأهلها ذوو مروءة ظاهرة ورياسة كاملة وكان بها عدة من التجر ذوى اليسار من جملتهم رجل يعرف بحسن بن العباس له مراكب تسافر الى
পৃষ্ঠা ৪৯